إذا فازت السعودية على قطر في الرياض غدًا الأربعاء فستعود بطلة للخليج بعد عقد ويزيد وتمنح اتحادها الوطني لكرة القدم ثقة في طريقته الجديدة وتكافئ مدربها خوان رامون لوبيز كارو على «القوة الذهنية».
وأمام المدرب الإسباني يومان ليعد لاعبيه السعداء قبل مواجهة بطل سابق آخر في المباراة النهائية باستاد الملك فهد الدولي الذي كان شاهدًا على انتصارهم الرائع على الإمارات حاملة اللقب في الدور قبل النهائي.
لكنه وهو يتطلع لسعود كريري ورفاقه يتدربون سيحق له أن يفخر بما منح للاعبيه من صمود مكنهم من الوصول لما ظن كثيرون - حتى داخل السعودية - أنه طموح بعيد المنال.
وبعدما أجهض فريقه انتفاضة إماراتية غير متوقعة ليفوز 3-2 بفضل هدف رائع لسالم الدوسري واجه لوبيز كارو الصحفيين الذين اعتادوا مهاجمته منتشيًا بصموده «أي مدرب معرض للنقد ويجب أن يتعلم من ذلك.. الأهم هو مستقبل المنتخب السعودي ومستقبل اللاعبين من خلال عملنا وإعدادنا».
وقال لهم أيضا وكأنه يذكر بعواصف النقد التي تفجرت في وجهه وفريقه يفتتح البطولة متعادلا مع قطر بالذات 1-1 «قراءة المباريات تصبح أسهل خاصة بعد انتهائها.. المؤكد أنه لا يخفى شيء على المدرب. «كنا نعلم جيدا مكامن القوة لدى الإمارات».
وارتفع السخط على لوبيز كارو ومن عينوه لمستوى كبير بعد تلك المباراة مع قطر حين فرطت السعودية في تقدمها لتتعادل أمام حضور جماهيري قليل على غير المتوقع.
وحتى والفريق يسحق البحرين لم يحصل المدرب السابق لريال مدريد على الثناء المنتظر لانتصار بثلاثية نظيفة بعدما أشارت الأقلام إلى أن اثنين من الأهداف الثلاثة جاءت بأقدام بحرينية.
ومع اليمن الفريق الذي له سبع مشاركات في كأس الخليج لم يحقق فيها ولو انتصار واحد كانت القوة البدنية سلاحًا فعالاً للاعبي لوبيز كارو ففازوا 1-صفر وتخطوا المرحلة الأولى في البطولة.
ولخص المدرب السعودي عبد العزيز الخالد وهو يتحدث لرويترز عما يواجهه لوبيز كارو بأنه «بيئة غير مهيأة».
وأضاف حين سئل عمّا ينتظر المدرب الاسباني بعد كأس الخليج «لوبيز كارو واجه انتقادات عديدة ووجد صعوبة كبيرة في العمل. «إنه يعمل في بيئة غير مهيأة». لكن من تابع مشهد مشجعي السعودية في الاستاد يصفقون لأحمد عيد رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم ويهتفون له بعد الفوز على الإمارات سيدركون كم نجح لوبيز كارو في تجاوز العاصفة. ولا يظهر الرجل البالغ من العمر 51 عاما أي توتر حتى في أحلك اللحظات.
وحتى وفريقه يهدر التفوق لتتعادل الإمارات كان ثباته على الأرجح مساهما في استعادة الفريق لتقدمه بعد تغييرات ناجحة في الشوط الثاني.
وقال لوبيز كارو «هناك مجموعة من العوامل.. استطعنا تكوين مجموعة قوية. ومن البداية كان كلامنا واضحًا للاعبين وهو التنظيم الدفاعي وتقوية الجانب الذهني والحضور وشخصية الفريق».
وأضاف «نحن دائما (كمدربين) نحاول أن نختار.. لكن يبقى اللاعب هو الفاعل الأساسي في كرة القدم. أصبح لدى اللاعبين الآن التزام كبير وقوة ذهنية. أصبح عندنا مجموعة قوية مع فريق متكامل».
وفشلت كوكبة من المدربين الكبار في منح السعودية لقبًا خليجيًا رابعًا منذ 2002 كان آخرهم فرانك ريكارد مدرب برشلونة السابق الذي فقد منصبه بعد الفشل خليجيًا في 2013.
هذا المشهد تلاه قرار نقل لوبيز كارو من العمل كمدير فني للاتحاد السعودي إلى قائد لمنتخبها الأول. ومع المدرب الاسباني تصدر الفريق مجموعته في تصفيات كأس آسيا التي لن تتأخر كثيرًا بعد كأس الخليج إذ تستضيفها استراليا البعيدة في يناير كانون الثاني 2015. وعشية المباراة ضد الإمارات قال لوبيز كارو «بذلنا جهدا كبيرا خلال سنتين وأظننا استطعنا تكوين مجموعة قوية متماسكة وتلعب بروح عالية». الوصول لهذه المرحلة تطلب جهدا كبيرا.. تصدرنا المجموعة في تصفيات كأس آسيا وتصدرنا المجموعة في كأس الخليج.. هذا يرجع للأداء وللجهد الذي يبذله اللاعبون. لا أريد تسليط الأضواء علي لكن الفاعلين الأساسيين هم اللاعبون». وقبل أيام فقط تحفظ عبد الرزاق أبو داود المتحدث باسم الاتحاد السعودي لكرة القدم وهو يؤكد بقاء لوبيز كارو حتى نهاية كأس الخليج رافضًا تقديم إجابة قاطعة بشأن وجوده في كأس آسيا.
لكن الانتصارات تسكت الانتقادات وسيحصل لوبيز كارو على فرصة كاملة في أستراليا ثم يواجه على الأرجح موجة هجوم جديدة في بطولة أخرى غائبة عن السعوديين منذ 18 عاما.