تابعت ما نشرته صحيفة الجزيرة عن حلقة النقاش التي أقامتها أمانة اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات بعنوان (الإعلام ومواجهة المخدرات) بحضور عدد من اصحاب الفكر والرأي و نخبة من الإعلاميين والمثقفين ومستشاري الأمانة العامة.
وأقول إنه على الإعلام أن يكون له دور كبير وفعال ومدروس في مواجهة قضية المخدرات. فوسائل الإعلام تستطيع أن تلعب دورا تنويريا رائدا في مكافحة المخدرات، كما أن بإمكانها أن تقوم بدور سلبي للغاية في هذا المجال، سواء قصدت ذلك أم لم تقصد. والدور السلبي الذي نتحدث عنه لا يتمثل فقط في عدم الانخراط في جهود مكافحة المخدرات بل في خلق ثقافة مجتمعية تتسم باللامبالاة تجاه انتشار المخدرات، وحتى تمجيد آثارها المدمرة بشكل غير مقصود.
فللإعلام بكافة أشكاله دور مهم في تغيير السلوك الإنساني وذلك بتغيير الثقافات والمعرفة والقيم عن طريق المناقشة والإقناع وضمن برامجه المختلفة، حيث تساعد المعرفة إلى تغيير المواقف التي تؤدى بدورها إلى تغييرات سلوكية، ومع ذلك فيجب أن نضع في اعتبارنا أن المعرفة لا تؤدى دوماً لتغييرات في الموقف ولا أن تغييراً في السلوك يعقبه بالضرورة تغييراً في الموقف، وهذا لا ينفي دور الإعلام فيما يتعلق بالوقاية من استخدام وتعاطي المخدرات ، وتهدف التوعية الإعلامية أساساً إلى خلق مشاركة الأفراد والجماعات والمجتمع في برامج الوقاية للحد من هذه الظاهرة الخطيرة التي تهدد مجتمعنا.