الجزيرة - عوض مانع القحطاني / تصوير - التهامي عبدالرحيم:
كشف اللواء منصور التركي المتحدث بوزارة الداخلية أن الأدلة التي وجدت في هذا التنظيم الذي تم القبض عليه كانت واضحة وأهدافها ونواياها تجاه بلدهم ومواطنيهم كانت تدين هؤلاء بجريمتهم وتورطهم في هذه القضية ومازالت التحقيقات جارية من خلال المتابعات الأمنية، مشيراً إلى أن هذه الخلية تم متابعتها في 13 مدينة ومحافظة.
وقال اللواء التركي خلال مؤتمر صحفي عقده في نادي ضباط قوى الأمن مساء أمس إن مهمة وزارة الداخلية تنحصر في النواحي الأمنية ومتابعة هذه الخلايا الإجرامية ومن خلال التحقيقات يتضح لنا من وراء هذه التنظيمات، وللأسف الشديد الثابت ومن خلال تعاملنا مع هذه التنظيمات الإرهابية والفكر الضال أن تنظيم داعش لم يظهر بشكل عشوائي وإنما كان وراءه تنظيم خارجي يستهدف أبناء الوطن ومقدراته واستدراج الشباب والتغرير بهم واستخدامهم كأدوات، كما من الصعب أن نربط هذا العمل بتدخل دول ونعلق المشكلة على هذه الدول وأن هذا الفكر ممكن أن يستغل سواء من هذه التنظيمات أو دولة أو جماعة، لكن الذي يهمنا جميعاً ألا يكون أبناؤنا وقودا لهذه الجماعات والتنظيمات ونحن نعمل على حمايتهم من هذا الفكر الضال المتطرف وألا يكونوا صيدا سهلا لمثل هذه التنظيمات لارتكاب جرائم باسم الإسلام.
وحول سؤال عن عودة بعض من تم إطلاق سراحهم إلى مثل هذه الأعمال الإجرامية قال اللواء التركي: هؤلاء نظر فيهم القضاء الشرعي وحدد عقوباتهم، منهم من أخذ عقوبة طويلة ومنهم من أخذ عقوبات محددة، وتم إخضاعهم لبرنامج المناصحة.. ولكن مع الأسف الشديد هناك من عاد إلى هذا الفكر مع أن البرنامج قام بمناصحة ما يقارب نحو 3000 شخص واستفادوا ولكن البعض انحرف بسبب تأثيرات أصحاب هذا الفكر واستطاعت هذه الجماعات الوصول إليهم وانتكسوا وتجنيدهم في هذا التنظيم الداعشي، مشيراً إلى أن هناك دورا مهما للأهالي لمتابعة أبنائهم والمجتمع، أيضاً وزارة الداخلية تبحث مثل هذا الموضوع وسنعمل على إيجاد حل له بالتعاون مع الأهالي ولن نتهم الأهل أو المجتمع بالقصور ولكن علينا أن نقف على الحقيقة ونعالج ونسد أي ثغرات يتم رصدها.
وأوضح أن هذا التنظيم يسعى للعمل الإرهابي وأن هذه المجموعة التي تم القبض عليهم ليس لهم أهداف ولكن الذي يحددها التنظيم الذي بايعوه ويملي عليهم الأوامر من خارج المملكة ولا أعرف إن كانوا يعون المخاطر التي تترتب على هذه الأعمال التي قاموا بها ضد بلدهم ولكن لا يخفى علينا أن تنظيم داعش يعمل لإثارة الفوضى في المملكة وخلق فتنة تؤدي إلى الفوضى، ولكن أريد أن أقول إن ذلك لن يتم لأننا واعون ومدركون ما يقوم به هذا التنظيم.
وحول سؤال لـ(الجزيرة) هل يشكل هذا التنظيم هاجسا للمملكة، من خلال التحقيقات الأولية، قال اللواء التركي إن أي تنظيم يشكل هاجسا للوطن ولكن نحن جاهزون لأي تنظيم أو جماعات، ورجال الأمن بالمرصاد لكل فكر منحرف، ولن يهدأ لنا بال إلا بالقضاء على هذه التنظيمات التي تحاول أن تعكر الأمن في المملكة أو في أي مكان يسعى لها لتهديد الأبرياء من هذه التنظيمات الإرهابية باسم الإسلام.
وأكد أن هذه التنظيمات تبحث عن أي عمل يوقع البلدان في فوضى ولكن المجتمعات فهمت هذا التنظيم المتطرف وأهدافه.
وحول سؤال هل يوجد بين هذه التنظيمات التي تم القبض عليها مؤخراً أي عناصر نسائية، نفى التركي أن يكون هناك أي عنصر نسائي بين هذه المجموعات. وهناك مع الأسف من يتأثر بهذا التنظيم ويستغل ولكن بلدنا ومواطنينا أدركوا سلوك هذه التنظيمات.
وأشار اللواء التركي إلى أن هذه البلاد برجالها المخلصين من رجال الأمن تمكنوا من تحقيق إنجازات للحفاظ على أمن البلاد والعباد وكبح من يريد الشر.
وعلق الرائد خالد العتيبي من الطوارئ الخاصة قائلا إن العمليات التي تم فيها القبض على هذه المجموعات جاءت من خلال التخطيط ومن خلال خبرات جيدة ونفذت العمليات بدقة متناهية، وتم القبض على هذه الأعداد في أوقات قصيرة.
وحول سؤال لماذا لم يتم القبض عليهم بدلاً من قتلهم أوضح الرائد العتيبي قائلا: كل حدث يختلف من مكان إلى آخر ونحن نعمل على التعامل من خلال التحذيرات ولكننا غالباً نواجه مقاومة فلابد لنا الا ان نتعامل بالمثل ويحصل حالات وفاة وأحياناً يكونون خطيرين بقنابل وأحزمة ناسفة، من هنا يكون عملنا دقيقا... للحفاظ على أرواح ولا نقع في إشكاليات أكبر، وهناك سيناريوهات يتم التعامل معهم، وفي حادثة القصيم فإن الإرهابيين اختاروا أن يطلقوا النار على رجال الأمن ولكننا تعاملنا بالرد بالمثل.
وأوضح اللواء التركي أن المجموعة التي نفذت جريمة الأحساء كانت موجودة داخل المملكة ولم تكن خارج الوطن.. وأن التعليمات التي صدرت لهم كانت من قبل التنظيم لتنفيذ عملياتهم الإجرامية لكن لم نتطرق أبداً لوجود أحد منهم قادم من خارج المملكة.. وخاصة التيارات الكبيرة ولم تكن هذه التعليمات صادرة باسم دولة وإنما من هذه القيادات الداعشية.
وبيّن اللواء التركي أن تنظيم القاعدة قد طرد وهزم في المملكة وهناك محاولات من القاعدة وتنظيم داعش للعودة وتجنيد السعوديين ولكن لن يتحقق لهم ذلك، والمملكة واعية لمثل هذه التنظيمات، ونؤكد أننا لن نتهاون مع هذه المحاولات أو مع أي شخص ينتمي لهذه الأفكار أو يسعى للانضمام لهذه التنظيمات ولن يفلتوا منا ولن نتركهم يهربون للدخول مع هذه التنظيمات لأن لدينا من الإمكانات ما يؤهلنا لمتابعة أصحاب الأفكار السيئة.
نحن نقول إن المواطنين السعوديين على قدر من الوعي للحفاظ على أبنائهم وهم يرفضون هذا الفكر ونحن نعمل على عدم تجنيد أي سعودي أو مقيم في هذه التنظيمات ونعمل على الحيلولة على منع أي شخص يشتبه به الدخول إلى المملكة وعدم التغرير بشباب الوطن ولن ينالوا ما يريدون، مؤكدا أن الجميع أصبح يعرف مخاطر هذه المجموعات وهناك عقوبات صارمة لكل من يؤيد هذه التيارات أو يغرر بالشباب أو يروج لها.. ولكننا ما زلنا نقول إن هذه التنظيمات تعمل من أجل زعزعة الأمن في المملكة.
وقال إن الجهات الأمنية لا توجه الاتهام لأحد، الاتهام يوجه من قبل التحقيق والادعاء العام، كاشفاً أن هذه المجموعات التي تم القبض عليها في مختلف مناطق المملكة فيهم المتستر وفيهم من يؤوي هذه الجماعات.. ومهمتنا القبض على من يتورطون في هذه الجماعات. وأوضح أن موقع «تويتر» يساهم في نشر أفكار مثل هذه الفئات ولكن هناك تنسيقا مع بعض الجهات ذات العلاقة داخل المملكة أو خارجها لتوفير بعض المعلومات وعلى المواطنين حماية أبنائهم والحفاظ عليهم من ترويج مثل هذه الأفكار وما يكفل حماية أبنائهم وما يتعارض مع قيمنا.
وحول سؤال عن انتشار هذه المجموعات في بعض المناطق المعزولة والهجر، قال: لدينا إمكانات لتحريك قواتنا بأسرع وقت ممكن في أي مكان ولن يفلتوا أينما يكونوا ولدينا خبرة عن ألاعيب هؤلاء.
وحول التغرير ببعض المبتعثين السعوديين في الخارج للالتحاق بمثل هذه التنظيمات نفى التركي أن يكون هناك أرقام لحالات ولكن هناك حالات فردية مثلهم مثل غيرهم من أبناء الدول.. ولكن على الآباء متابعة أبنائهم في الخارج وعدم تعرضهم لمثل هذا الفكر وقد تمكنا بعد البلاغات من حيلولة التحاق البعض بمثل هذه التنظيمات ولسنا متشائمين من عدم وجود الوقاية، لدينا وقاية قوية وقادرة على حماية أبناء المملكة.