«تضطلع الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم ببريدة بسيرة الطموح والعمل والمثابرة لتحقيق التميز في العطاء والتقدم في التجديد والمهام». بهذه الكلمات القليلة تحدث لـ(الجزيرة) مدير تعليم البنين بالجمعية الأستاذ صالح بن عبدالعزيز التويجري، عن الجمعية ونشأتها وما كانت عليه في بداياتها وما وصلت إليه الآن، وقال: «في عام 1383هـ نشأت الجمعية على يد بعض رجال العلم والمشايخ، منهم فضيلة الشيخ عبدالله بن سليمان بن حميد، والشيخ عبدالله بن محمد العجاجي - رحمهما الله -. وفي أول فصل من فصولها تحلق في مساجد بريدة ذلك العام ثلاث حلق، يدرس فيها عدد من الطلاب. وواصلت الحكاية أحداثها لتصل إلى فصل مهم في تاريخها؛ إذ ازداد عدد الحلقات إلى 15 حلقة، يدرس فيها ما يزيد على 300 طالب، تحت إشراف من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في عام 1403هـ، وبرئاسة من فضيلة الشيخ صالح بن إبراهيم البليهي - رحمه الله - لنصل إلى اليوم السابع والعشرين من الشهر العاشر لعام ألف وأربع مئة وستة عشر هجريًا، الذي اعتُمدت فيه الجمعية من وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف».
وأضاف التويجري: «ابتدأت المسيرة بالخطو الحثيث والانطلاق عاليًا نحو الأفق حاملة معها رسالة الخيرية. وتطوّر أداء الجمعية، وتعددت أنشطتها، وازدادت حلقاتها القرآنية، وتعاقب على رئاستها وعضوية مجلس إدارتها للمساهمة في تطويرها العديد من رجال العلم والأعيان والوجهاء في مدينة بريدة؛ لتصل حلقاتها إلى أكثر من 869 حلقة للبنين والبنات. وتقع هذه الحلق على نطاق المجمعات، التي بلغ عددها 38 مجمعًا، يضمّ كل منها ما لا يقل عن ثماني حلق, وعلى نطاق الدور النسائية التي بلغت 42 دارًا، بعدد من الطلاب والطالبات يقارب الثمانية عشر ألف طالب وطالبة, يقوم على تدريسهم 869 معلمًا ومعلمة. كل ذلك بإشراف من إدارة تعليم البنين، التي أخذت على عاتقها تذليل الصعوبات التي تواجه المجمعات، وتطوير العمل الإداري، وتدريب المعلمين، وتجويد عملهم».
وأشار التويجري إلى أن إدارة تعليم البنات التي لا تألو جهداً في خدمة الدور النسائية، واستقطاب الكفاءات التي تقوم بهذا العمل الجليل؛ ليتجاوز عدد الحفظة منذ إنشاء الجمعية ألف حافظ وحافظة - ولله الحمد والمنة -.
ويأتي مركز التدريب في الجمعية بوصفه ركيزة أساسية للتطوير والارتقاء بالجمعية في الإدارة والأداء المهني والتعليمي؛ لتُحقِق تميزها جودة ومضمونًا؛ إذ تحرص الجمعية على تقديم العديد من الدورات للموظفين والموظفات, لجعلهم أكثر إنتاجية وفاعلية بمختلف الجوانب والنواحي التطويرية. وبلغت الدورات التي أقامها هذا المركز (130) للكوادر الرجالية والنسائية. وبفضل من الله سدّت الجمعية حاجة المساجد من الأئمة، ووفرت عددًا من معلمي ومعلمات القرآن الكريم في المدارس الحكومية.
وقال التويجري: «تأتي من أبرز برامج إدارة تعليم البنين التابع للجمعية برنامج حلة الكرامة لتأهيل وتخريج حفظة كتاب الله، وهو برنامج تأهيلي لتخريج حفظة كتاب الله تعالى؛ ليكونوا متأهلين للدخول في برنامج الإجازة، ومسابقة نافس لحفظ القرآن الكريم، ومسابقة حفظ القرآن الكريم السنوية لطلاب وطالبات الجمعية. أما إدارة تعليم البنات التابعة للجمعية فمن برامجها: الحلق القرآنية في مدارس الثانويات، برنامج إعداد وتدريب معلمات الدور النسائية برنامج إعداد وتدريب معلمات القرآن في مدارس التعليم العام، والإشراف على حلق السجون وتدريسها.
كذلك يتبع الجمعية ببريدة معهدان علميان، هما معهد الإمام عاصم لتعليم البنين الذي أسس في عام 1428هـ ليؤهل المعلمين لتدريس الحلق القرآنية بأعلى مستويات الضبط والإتقان. وقد بلغ عدد خريجي هذا المعهد 450 معلمًا, وعدد دوراته 80 دورة، وأكثر من 50 مجازًا بقراءة الإمام عاصم بالسند المتصل عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. ومعهد الفتيات، وهو أول معهد نسائي معتمد لتعليم القرآن الكريم في المملكة, الذي انطلق في عام 1410هـ ليخرّج 1482 طالبة من دارسات كتاب الله, وليقيم أكثر من 60 دورة متخصصة في القرآن الكريم والتجويد, وليمنح 22 معلمة إجازات مختلفة بسند متصل عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وما زالت الجمعية تكتب نشاطها المتأجج، والعطاء يزداد نبعه، ويزدان عقده.. عقود مضت على تأسيس هذه الجمعية، وكل يوم فيها شاهد على الآيات المحفوظة والجهود المبذولة.
انستغرام thfezQuran@
تويتر: thfezQuran@
يوتيوب: youtube
تطبيق الأندرويد: pla y store
عنوان الجمعية: Map
الحساب البنكي: SA4280000212608010214223
بارك الله في الجهود المبذولة.. وسدّد الخطى.. وأدام على هذه البلاد نعمة الأمن والإيمان، وجعلنا جميعاً من أهل القرآن الذين هم أهله وخاصته.