متى يُستقبل المطر بما يليق به..؟!
ويحفل الناس بالغيم كما يحفلون بالغناء..؟!
ويوسعون له المنازل كما يوسعونها في الأعراس..؟!
المطر كلما أُهمل استقباله قرع الأبواب بشدة..,
واقتحم الطرقات، وعبث بالمدخرات..
وهو ذا الوجه الآخر للمطر..!!
عذبا، رُخاء، صيبا، طيبا، يسقي، ويُبهج، ويُنشي، ويهزج لمن يحسن استقباله..,
ولمن يعنى بقطراته.., ويحفل بقيمته.., ويدرك قوته..!!
رسول يأتي من السماء بنبأ الأرض..
عطشى فيرويها.., ملوثة فيطهرها.., مغبرة فيغسلها.., حزينة فيفرحها.., يباب فيهيئها للنبت.., والإخضرار.., والإثمار..
يأخذ بحلم الأرواح العذبة فيحلق بها..، والألسنة الرطبة فينطِّقها.., والنفوس الموحشة فيوطِّنها..
لكنه يجلد القاسية, ويوقظ الغافلة, ويهز الجذوع الخاوية..
المطر يتكلم..
فمن يسمعه..؟
بل يسمعه الجميع، لكن من يترجم حديثه..؟!!
من يضع نقاطَ حروفِ كلماته حيث يتجلى المعنى..,
وتتضح الدلالات..؟!!
فهلا يكون استقباله بما يليق به..؟!
وهذه سيوله تعيث بأمن النفوس واطمئنانها..؟!!,
والطرقات ومساراتها..؟!!
والمقدرات وأثمانها..؟!!