أكد عدد من رؤساء المحاكم بمناطق المملكة على الدور الكبير الذي يقوم به مجمع الملك فهد لطباعة المصحف، في خدمة كتاب الله والسنة النبوية، وإسهامه في إيصال كتاب الله إلى كل بيت مسلم، كما أشادوا بندوة : (طباعة القرآن الكريم ونشره بين الواقع والمأمول ) التي ينظمها المجمع الثالث من شهر صفر الجاري بالمدينة المنورة، شاكرين الله سبحانه وتعالى على ما أنعم الله به على ولاة الأمر على هذه البلاد المباركة من خدمة كتاب الله وطباعته ونشره بين المسلمين في أرجاء المعمورة، مشيرين إلى أن المجمع تبوأ الآن مكاناً عالياً، ومنزلةً رفيعةً لدى العلماء وطلبة العلم في جميع أنحاء العالم وفي المملكة على وجه الخصوص، وفي المدينة المنورة على وجه أخص، وهو مصدرٌ لعلوم القرآن الكريم.
عناية خاصة
بداية يؤكد رئيس المحكمة العامة بمنطقة المدينة المنورة الدكتور صالح بن عبد الرحمن المحيميد أن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة يُعد معلماً من أهم المعالم في العالم الإسلامي لما يقوم به من خدمة عظيمة لكتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم-، ولقد كان للإرادة الصادقة والعزيمة القوية من قبل إمام المسلمين السابق الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود -رحمه الله -، والتوفيق من الله له في إنشاء هذا المجمع العملاق الذي يُعد فخراً للمملكة العربية السعودية بلاد الله التي شرفها ببيته العتيق، ومسجد نبيه الشريف وجعلها المنطلق للإسلام وإليها يعود الإيمان، وهذه العناية الخاصة المستمرة من لدن ولاة أمر هذه البلاد والدعم السخي اللاّ محدود لهذا المجمع العظيم، جعله يتبوأ الآن مكاناً عالياً، ومنزلةً رفيعةً لدى العلماء وطلبة العلم في جميع أنحاء العالم وفي المملكة على وجه الخصوص، وفي المدينة المنورة على وجه أخص، وهو مصدرٌ لعلوم القرآن الكريم، ومشكاة نور لعلوم القرآن العظيم والسنة المطهرة، يشع سناها لكل المعمورة.
وأشاد د. المحيميد بأن وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ـ يحفظه الله ـ وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلمان بن عبد العزيز، وسمو ولي ولي العهد الأمير مقرن بن عبد العزيز ـ حفظهما الله ـ تقوم على هذا المجمع بما ينبغي فالجهود ظاهرة وملموسة، والندوة الدولية المزمع إقامتها تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين بعنوان: (طباعة القرآن الكريم ونشره بين الواقع والمأمول) هي ضمن النشاطات الكثيرة التي يقوم بها المجمع، ويشارك فيها العلماء وطلاب العلم في كل مكان للتعريف بكتاب الله وتوضيح كيفية العمل به، وإبلاغ العالم رسالة الله إليهم، فرحم الله الملك فهد وكتب أجره في الصالحين، وشكر الله لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على عنايته ورعايته لهذا المجمع المبارك، ووفق جميع من ساهم و شارك في إبلاغ آيات الله لعباد الله، والحمد لله أن في بلادنا هذه الركيزة العظيمة، والحمد لله على ما وصل إليه المجمع من قوة وقدرة على تحقيق هدفه في إبلاغ رسالة الله.
القربات العظيمة
أما رئيس محكمة الاستئناف بمنطقة الرياض الشيخ عبد العزيز بن صالح الحميد فقال : منذ نزول القرآن الكريم والأمة جميعاً تهتم بكلام رب العالمين وتسعد به فهو نور وشفاء لما في الصدور ومرشداً ومعيناً على تحقيق الاستقامة والعلو في الدارين، يقول الله ـ عز وجل ـ : { إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً }، وقال تعالى :{ أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا ? كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }، وقال تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ } والآيات في ذلك كثيرة وكذا السنة، قال - صلى الله عليه وسلم -: ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه ) صحيح مسلم.
وشدد على أن العناية بكتاب الله تلاوة وتعليماً وحفظاً كل ذلك من القربات العظيمة التي يرفع الله بها الأمة، ومن هنا فإن المملكة العربية السعودية عندما اتخذت كتاب الله دستوراً، وكذا سنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - لأنها تحمل لواء الإسلام عقيدة وشريعة وسلوكاً، فالمملكة ومن هذا المنطلق منذ توحيدها على يد الملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ تعنى بكتاب الله، ومن العنايات العظيمة طباعة المصحف الشريف طباعة متقنة وتحمل الميزانيات الكبيرة وهي تسعى دائماً وأبداً إلى نشر القرآن إلى كل بقاع الأرض ليكون كتاب الله بين يدي المسلمين، وتأتي هذه الندوة لتسلط الضوء عبر جلساتها والأوراق المقدمة لتبرز تلك الجهود المباركة وهي تدخل في إبراز دور المملكة ومؤسساتها العلمية في العناية بكتاب الله وكل جهد في هذا السبيل لاشك ستقرب به كل محب للقرآن إلى الله.
وأشاد الشيخ الحميد في ختام تصريحه بما يقوم به خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو ولي ولي عهده ـ حفظهم الله ـ من عناية بكتاب الله، وتشجيع تعلمه وحفظه، في شتى مناحي الحياة.
أرقى الطبعات
واستهل رئيس محاكم المنطقة الشرقية الشيخ عبد الرحمن بن محمد آل رقيب حديثه بقول الله تعالى : { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}، حيث حفظ الله القرآن الكريم وتعهد بحفظه من حين نزل على نبينا محمد بن عبد الله - صلى الله عليه وسلم - وذلك بحفظه في الصدور والسطور .. وقد هيأ الله لنشر هذا القرآن وتوزيعه في أقطار الأرض هذه الدولة المباركة المملكة العربية السعودية فأنشأت مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف على أرقى المواصفات والمعايير وأرقى الطبعات وبكل اللغات محفوظ من الزيادة والنقصان والتحريف أو التبديل، فوصل لكل مسلم في مشارق الأرض ومغاربها وأصبح مصحف المدينة المنورة هو محل ثقة لكل مسلم وهذا من فضل الله على هذه البلاد المباركة بلاد الحرمين الشريفين التي جعلت القرآن الكريم دستور حكمها ومنهج حياتها تحكمه في الصغير والكبير في حين دول العالم الإسلامي وضعت لها دساتير من صنع البشر فضلت وأضلت وعاشت جاهلية وظلم وبدع وخرافات وصدق الله إذ يقول :{ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى } وهاهي بلاد الحرمين تتفيأ ظلال هذا الكتاب الكريم أمناً واستقراراً، ورغد عيش، وسيراً على منهج النبوة، دولة سلفية بكل ما تعنيه الكلمة .
وسأل الشيخ عبد الرحمن آل رقيب في نهاية حديثه الله ـ تعالى ـ أن يجزي قادتنا خير الجزاء، وأن يوفق خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسمو ولي ولي عهده لما فيه الخير والسداد وأن يزيد هذه البلاد الأمن والطمأنينة والتمسك بكتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - وأن يجزي مؤسس مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف خير الجزاء وأن يوفق القائمين عليه وفي مقدمتهم معالي الوزير الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ، وأن يجزل له الأجر والثواب .