أدعو كل فرد ومؤسسة في الوطن،كما دعوت في جلسة الشورى بعد انكشاف المخطط الإرهابي الدموي في الأحساء، إلى إعلان دعمنا لكل مؤسسة في الوطن تحارب الإرهاب وتوقفه عن التوغل في مفاصل الوطن.
عظم الله أجر ذوي الشهداء جميعاً وربط على قلوبهم. وشمل برحمته الشهداء ضحايا الترويع، وشهداء الواجب الذين استشهدوا في القيام بواجبهم الأمني. ولمنسوبي الأمن البواسل شكر وتقدير يستحقون به التكريم والتقدير أحياء وشهداء عند ربهم يرزقون.
أهيب بوزارة الداخلية أن تكافئ كل من يصاب في أدائه للواجب، وتحتفي بالناشطين في دعم استقرار الوطن. وأن تصدر قوانين «تجرّم» أي أفعال أو أقوال ترسخ الكراهية والتمييز ضد الفئات، أو تدعو للجهاد العشوائي, أو تدعمه بالتمويل. وأهيب بوزارة الشؤون الإسلامية وهيئة كبار العلماء أن «تحرّم» مثل هذه الأفعال التي لو تركت على هوى مرتكبيها ستودي بالوطن والمواطنين إلى ما نرى من فوضى تتأجج في الجوار. وأهيب بالمواطنين ألا يستجيبوا للمنادين بأفكار كراهية تصدع الوطن.
كلها جرائم ضد الوطن والمواطن تتربص لاستقرار الوطن والجوار كله.
وما زلنا نجني عبر هذه الجرائم حصاد مراً لنتائج سنوات متراكمة من بناء الشحن الطائفي, والتأليب على ولي الأمر الشرعي، وتكوين الخلايا المتخفية, والمتاجرة بشعارات متأسلمة تدعو إلى إيقاف التوجه المستقبلي ومواكبة العالم وتقنياته وقيم احترام حياة الإنسان وحقوقه، وتدعو إلى العبث السياسي ورفع السلاح في وجه الآخر. وتخفي وراء الشعارات المصبوغة ببريق الدعوة للعودة إلى الدين وجهاً حقيقياً كالحاً يسعى للوصول إلى السلطة السياسية؛ إن لم يكن فقط نجومية المنابر المغوية, والاستفادة المادية من مردود الظهور على الفضائية الناشرة للفتن.
لا يتبع مثل هذا الفكر إلا من فقد أو أفقد قدرة العقل على التمييز.
فكر دموي هدام ملوث بمقاصده الدنيوية, يتلبّس ملابس الدين وينحرف بالقيم إلى استغلال المرأة وحتى الأطفال في تحقيق أهدافه دون أي وازع.. ولا يجب أن يترك بلا رادع.
هذا الفكر المسمّم القاتل يجب أن يواجه بصورة حاسمة على كل الجبهات العامة وليس الأمنية فقط : لابد من تطهير المؤسسات العلمية والدينية والإعلامية، وحتى النشاطات الدعوية والمجالس المنزلية التي اندست فيها نداءات وتعليمات إقصائية هدامة تبث سمومها في المجتمع.
لابد من إغلاق قنوات وبرامج الشحن الديني والطائفي والمذهبي العاملة، في استقطاب الدعم المادي من المفتتنين بها في البث المسموع والمرئي وساحات التواصل الإلكتروني. مثلما يجب إغلاق قنوات الإباحية وما يحض على تمزيق القيم. كلها تنخر في قيم الترابط المجتمعي للبناء وتؤسس للهدم والتدمير والفرقة، وإضعاف لحمة المواطنة وقوة التأهب المجتمعي.
المجتمع هو أفراده والثقافة التي تملي عليهم تصرفاتهم.. وكل مجتمع ترك ثقافته ليعيث بها الدمويون والإقصائيون، انتهى في الحضيض وتلاشى مع انصراف أفراده إلى تمزيق أواصر العلاقات وإشاعة الفوضى، واستبدال التصرفات الهدامة والدموية بالتصرفات البنّاءة. ولذلك لابد من تجريم أقوال وأفعال الكراهية والحض على العنف ضد الآخر.