منذ أن شع فجر الإسلام وطلعت شمسه خرجت البشرية من ظلامها الدامس إلى نهارها الساطع وحرر العقول من قيد العبودية البشرية ولَمّ أتباعه وساوى بينهم وحثهم على التعاون والعمل وإتقانه وإحكامه وعلى التدبر والتفكر في الكون والخلق، ومن هذه المبادئ انطلقت الحضارة الإسلامية التي فجّرت طاقات الرجال والنسوة بالاختراعات والاكتشافات التي خدمت البشرية، في وقت كان العالم فيه يعوم بالعصور الجاهلية وعصور الظلام البائدة، بخلاف العصر الحالي الذي عاد بنا إلى الورى وعصور ما قبل الإسلام وعصور الكنيسة والعبودية، وكأنه يعيدنا مرة أُخرى إلى تلك الأزمان المظلمة والظالمة التي خرج الإسلام بها إلى النور.
هو التاريخ يعيد نفسه الذي سيشهد عودة للحضارة الإسلامية من جديد، وهذه ليست دعوة للعنصرية الإسلامية بقدر ما هو أملٌ لذلك الزمن المجيد الذي خدم البشرية وأحيا فيها أمل الحياة بالطب وعمّر الأرض بالهندسة والفكر، واللمسات الساحرة بتلك الأنامل الصغيرة التي حفرت حضارتها على الجبال وصخورها، ودوّنتها جدران الديار التي وطأتها أقدامهم الطاهرة. لا يُنكر أحد الحضارة الغربية بهذا العصر، على الرغم من الفساد الأخلاقي والإنساني المحمول في طيات تلك الحضارة التي شوّهتها حروبهم الضارية في كل أرضٍ وواد، وبالتالي ستبقى الحضارة الإسلامية في فم الزمان عبر العصور تتدارسها الأجيال وتتعلم منها معنى الحياة والأمل.