لا تبدو هضبة التبت، المنطقة التي تعاني ظروفاً مناخية قاسية، ويطلق عليها «سقف العالم»، مكاناً مثالياً ليعيش فيه الناس بسبب ارتفاعها الشاهق، ودرجات الحرارة التي تصل للتجمد، والرياح العاصفة، وأيضاً انخفاض مستوى الأكسجين. وقال علماء الخميس الماضي إنه عندما نجح أناس في استعمار هذه البقعة النائية كان ذلك فقط بعد نجاحهم في توفير الغذاء لأنفسهم على مدار العام اعتماداً على محاصيل تتحمل البرودة الشديدة، مثل الشعير، الذي كان جديداً على المنطقة. وتحدث العلماء عن نحو 53 موقعاً أثرياً في إقليم تشينغهاي شمال غرب الصين؛ إذ عثروا على بقايا منازل ريفية ومواقد وأوان فخارية وعظام حيوانات وحبوب، وغيرها من الأدلة على أن المنطقة الواقعة على ارتفاع يترواح بين 1700 و3400 متر فوق مستوى سطح البحر كانت مأهولة بالسكان. وعثروا أيضاً على آثار وجود بشري على فترات، يرجع للعصر الجليدي منذ نحو 20 ألف عام على الأقل، وأشاروا إلى وجود مستوطنات على ارتفاعات منخفضة منذ نحو 5200 عام، أغلبها في أودية النهر الأصفر، اعتمد سكانها على الدخن، وهو محصول شديد الحساسية للصقيع، لم يكن مناسباً للارتفاعات الشاهقة. وشُيدت مستوطنات دائمة، اعتمدت على الزراعة وتربية الماشية منذ نحو 3600 عام، على ارتفاعات كبيرة، تصل لثلاثة آلاف متر، بعد دخول الشعير للمنطقة.