تشكل قرى «بني مازن» منظراً بانورامياً فريداً على مدينة أبها من ناحية الغرب، بارتفاع يبلغ قدره نحو 3000 قدم، وتحاذي عدداً من قرى السودة وجبل تهلل جنوباً، وتجمع بين الطبيعة الخلابة من مدرجات زراعية على المرتفعات ومزارع أخرى في واديها، وتراث عريق في كثير من بيوتها القديمة التي تبقى شواهد مضيئة على تاريخ ضارب في أعماق التاريخ، أبرزها قرية المخض التراثية التي تضم مسجد الصحابي يزيد بن معاوية الذي يعود إلى عام 70 للهجرة النبوية، بحسب إمام وخطيب الجامع الشيخ عائض بن عبدالله الجهري، الذي بيّن أنه عندما رمم المسجد عام 1413هـ وُجدت ألواح خشبية، تشير إلى عُمْر المسجد في السقف، ويُحتفظ بها للتوثيق.
والمصلى عبارة عن دور واحد، أبعاده 15.7 × 4.6م، مبني من الحجر، وسماكة الجدار نحو 60 سم، وله باب واحد يتوسط الفراغ في الجهة الجنوبية، ويحتوي على 4 شبابيك، منها: 2 من جهة الحوش، ومثلهما من الجهة الشمالية، أحدها يفتح على المئذنة. ويغطَّى السقف بألواح من شجر العرعر المحمولة على سواري من جذوع العرعر المحمولة على جدران الحوائط، وهناك بعض الزخارف المنقوشة على الخشب بشكل مميز، وقد تم إزالة الجزء العلوي من السقف المكون من الطين، واستبدال ذلك بألواح من الخشب، ومن ثم صب الخرسانة على السقف بالكامل. كما أن بسقف المسجد فتحة فوق المحراب مباشرة، كانت تفتح للتهوية والإنارة في حال قراءة الخطيب أو إمام المسجد، وتسمى (جوبة). وفي الجدار الجنوبي قطعة بارزة من الحجر، وتستخدم لوضح الإنارة عليها.
ويوجد بالمصلى المواضئ، وهي في الجهة الجنوبية، وعددها 7، يتخللها مجرى الماء من الحجر المغطى بالجص (القضاض)، وكذلك المنزالة، وهي غرفة فوق سطح المسجد، تستخدم لأغراض متعددة، وأيضاً هناك غرفة في حوش المسجد، تُستخدم لاجتماعات أهل القرية. وبشكل عام، فالقرية عبارة عن مجموعة من الحصون والمنازل المبنية بالحجر والمسقوفة بالخشب، تقدر بـ 84. وتتكون هذه الحصون من 3 إلى 4 أدوار. أما بقية المنازل فهي مكونة من دور واحد إلى دورين. وما زالت هذه الحصون والمنازل محافظة على بنائها القديم، وغالبها غطيت بمادة الجص من الخارج. أما من الداخل فقد بدأت تنهار؛ وذلك بسبب هجرها وعدم الاهتمام بها؛ ما قد يؤدي إلى انهيار المباني بالكامل.
وتمتاز قرية المخض بممراتها التي تتخلل القرية، وتمر من تحت المنازل، حتى أن بعضها ينتهي بسد. وهذه ميزة لا توجد في كل القرى المشابهة لها.
كما أن لها 4 مداخل رئيسية واستراتيجية، وحامية حربية حسب ما تقتضيه، بينما تنحصر الحصون تقريباً في الباطنة وفي المخض وقلاع. وإضافة لما سبق، يوجد في قرى بني مازن جبل كوثر، الذي يمتاز بإطلالته على أبها والسودة، وبأشجار الطلح والعرعر التي تعود لمئات السنين، ومزارع تنتج القمح والخضراوات وبعض المشمش والخوخ والكومثرا. ويدعم إنتاج المزارع المياه الجوفية النادرة على ضفاف الأودية، التي تعتمد على ما تجود به السماء. كما أن بالقرية وادي المخض الساحر بشلالاته ومياهه المتدفقة، ويشتهر بشجرة الحبق العطرية، ويصنف بالرافد الرئيسي لسد أبها.