أكد صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل وزير التربية والتعليم أن حماية مكتسباتنا الوطنية هي مسؤولية جماعية وأمانة عظمى في أعناقنا جميعاً مسؤولين ومواطنين أمام الله ثم أمام التاريخ، مشيراً إلى أن ثبات الحركة في المملكة على صحيح منهج الشريعة الإسلامية الذي اختاره الملك المؤسس -طيب الله ثراه- دستوراً وحيداً للبلاد والتزمه أبناؤه من بعده كان العامل الأساسي في استمرارية العطاء والأمن، جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها سموه في حفل جائزة تبوك للتفوق العلمي، وقال سمو وزير التربية والتعليم إن بناء الإنسان هو الأساس الذي ترتكز عليه المجتمعات في تحقيق نهضتها الشاملة في كافة المجالات، وأكد سموه أن الإنسان السعودي أثبت أنه أهل للتفوق والإبداع متى ما توفر له المناخ الداعم والمحفز فرأينا كيف حصد أبناؤنا وبناتنا في التعليم العام على سبيل المثال المراكز الأولى عالمياً في أكثر من منشط علمي، وقال سموه لا شك أن هذه جائزة التفوق العلمي ورصيفاتها تواكب الجهود العديدة القائمة وتساندها في تحقيق مشروعنا التنموي الطموح الذي يتبناه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- للنهوض بالمملكة العربية السعودية إلى آفاق العصر من خلال تأهيل الإنسان السعودي لبناء نهضة الوطن على أساس آلية العصر التي هي اقتصاد المعرفة بكل كفاءة وجدارة.
وأضاف سموه قائلاً: تجدر الإشارة إن من أهم المنجزات الأساسية المباشرة في بناء الإنسان فعلاوة على تضاعف أعداد جامعاتنا وتطويرها وتغطية فروعها في معظم أرجاء البلاد لإتاحة التعليم العالي لشبابنا في مواقعهم تتعاظم منظومة الابتعاث لتدفع بمئات الآلف من شبابنا إلى أرقى الجامعات والمراكز العلمية والبحثية وأكثرها تطوراً في أرجاء العالم وتعول عليهم في العودة إلى البلاد بمحصلة العلوم والمعارف العصرية الكفيلة بتمكينهم من إنتاج اقتصاد المعرفة وفي السياق ذاته يأتي مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم العام بهذا الدعم السخي مستهدفاً إعادة صياغة المكونات العلمية وكافت آلياتها بإنتاج مخرج تعليمي قادر على التعامل مع مستجدات العصر وتهيئة شبابنا بجدارة لمرحلة ما بعد التعليم العام، ولا شك أن مع هاتين المحطتين الرئيسيتين هناك فعاليات أخرى تعمل على تطوير الشخصية السعودية بشكل عام وتعظيم كفاءتها لأداء دورها في منظومة التطوير العام للبلاد وإذا ما تطلعنا للمشهد القائم في عالم اليوم سوف نرى كيف تطور صراع القرن العشرين بين قوى الشرق والغرب على مناطق النفوذ الذي نبهت إليه ضمن كلمتي في هذا المحفل قبل ستة عشر عاماً وإذا طرحنا مجدداً السؤال: كيف أننا في المملكة العربية السعودية نواصل مسيرة الخير والنماء في مناخ الأمن والرخاء ويتعاظم عندنا البناء في حين تعصف الفتن بكثير من أرجاء العالم البعيد والقريب من حدودنا تقتل وتدمر وتفكك الكيانات وتذهب بآمال الشعوب أدراج الرياح فستكون الإجابة التي أوردتها في كلمتي السابقة عام 1420 لا تزال قائمة تؤكد أن ثبات الحركة في المملكة على صحيح منهج الشريعة الإسلامية الذي اختاره الملك المؤسس -طيب الله ثراه- دستوراً وحيداً للبلاد والتزمه أبناؤه من بعده كان العامل الأساسي في استمرارية العطاء والأمن في الوقت الذي توالي السلطات وتضارب مناهجها في بعض الدول، وهكذا استطاعت الدولة السعودية بخصوصيتها المتفردة أن تؤسس نمطا حديثاً في الدولة المعاصرة على أسس صحيح الإسلام الذي تأخذ بكل جديد ولا يناقض عقيدتها ونجحت التجربة التنموية المعجزة على هذه الأرض الطية وبذلك تبوأت بلادنا موقعها المستحق إقليمياً ودولياً وحققت بثقلها السياسي حتى توافد قادة الدول على عاهلها حكيم العرب طلباً للعون والمشورة، وقال سموه عطفاً على ما تقدم في بلادنا خاصة من تحديات إقليمية وعالمية تتلبسها تيارات فكرية وساسية، وحذر سموه لشباب من المخاطر التي يتربص بها الأعداء لهذه البلاد، ثم وجه سموه رسالة إلى المجتمع السعودي بكافة أطيافه وخاصة الشباب رهان الحاضر وعماد المستقبل داعياً إلى التكاتف والتلاحم في نسيج الوطن الواحد وأن يقوم كل فرد بدوره في حماية الوطن ومكتسباته وأن يبذل قصارى جهده في نهضته والتصدي لكل من يحاول عرقلة مسيرتنا الرائدة.