خرجت حركة النهضة عن صمتها لتجدد على لسان ناطقها الرسمي زياد لعذاري تمسكها بقرارها عدم مساندة اي مترشح للرئاسية، وذلك على خلفية تصريح ادلى به امينها العام السابق ورئيس حكومة الترويكا الأولى القيادي النهضوي حمادي الجبالي دعا من خلاله الى التصويت للمنصف المرزوقي الرئيس الحالي للدولة.
وقال لعذاري بان هذا التصريح لا يلزم الحركة التي ترى انه من الأفضل ترك حرية اختيار المرشح لقواعدها الشعبية العريضة.
وقالت الحركة في بيان لها امس بانها اختارت أن تمتنع عن تقديم مرشح من أبنائها في هذه الانتخابات تجنبا لتعميق الاستقطاب وتقسيم البلاد، كما اختارت تفويض أعضائها وأنصارها اختيار من يرونه الأصلح للقيام بمهام رئيس الجمهورية، تحكيما لضمائرهم وإعلاء للمصلحة العليا، بما يخدم أهداف الثورة. ولاحظت النهضة أن الحملة الانتخابية الرئاسية كما سابقتها التشريعية تجري عموما في أجواء عادية.. إلا أنها سجلت بكل أسف أن ارتفاع منسوب الحماس والمنافسة قد أنتج في بعض الأحيان خطابا متشنجا وتجاوزات لفظية من هذا الطرف أو ذاك، وتخويفا للمواطنين يهدد بالتأثير في الناخبين سلبا وحملهم على التصويت بالعاطفة والانفعال، مما قد يمس بوحدة المجتمع مستقبلا ويهدد الأمن والاستقرار.وكان قرار النهضة اسال حبرا كثيرا خلال الفترة المنقضية حيث اسقط حسابات عدد من ابرز المتراهنين على قصر قرطاج في الماء واولهم مصطفى بن جعفر رئيس المجلس التاسيسي الذي انهى اول امس اعماله رسميا، ونجيب الشابي زعيم الحزب الجمهوري ومرشحه للرئاسية، وهما المرشحان اللذان اخفق حزباهما في التشريعية اخفاقا مدويا، ولم ينسحبا من السباق على امل ان تساند النهضة احدهما بفضل قاعدتها الانتخابية التي تناهز مليون مقترع.
واتجهت الأمور الى التهدئة عقب الجدل الذي خلفه قرار النهضة الذي اعتبره بعض السياسيين مناورة جديدة تقدم عليها الحركة لتضرب عصفورين بحجر واحد، فتتقرب الى الباجي قائد السبسي زعيم حركة نداء تونس الفائزة بالتشريعية وتفتح معها صفحة جديدة قد تتوج بتحالف لتشكيل حكومة ائتلاف معها، وتسدي تعليماتها سرا بدعم المرزوقي في الرئاسية وبالتالي تكون بذلك قد استمالت الصديق والعدو في ان واحد...الى ان جاءت دعوة القيادي النهضوي «المغضوب عنه» حمادي الجبالي بمساندة المرزوقي، فبعثر أوراق حركته واشتد اللغط ضدها وتضاعفت شكوك التيار الاستئصالي صلب النداء وتصاعدت ضغوطاته على زعيم النداء من أجل دفعه الى تجنب تشريك في حكومة الائتلاف التي سيشكلها الحزب قريبا. وهكذا يتضح ان الجو العام المسيطر على المشهد السياسي ، بعد أن أنهى المترشحون حملاتهم الانتخابية قبل موعد الحسم غدا .
من جهة اخرى يتجه غدا الأحد 23 نوفمبر الجاري حوالي 5 ملايين ناخب نحو مراكز الاقتراع للادلاء بأصواتهم في الدورة الأولى من اول الانتخابات رئاسية مباشرة منذ ثورة 14 يناير2011، حيث يتنافس 22 مترشحا من ضمن قائمة تضم 27 مترشحا ( بعد انسحاب 5 منهم) من المنتمين لأحزاب سياسية ومستقلين من رجال أعمال وحقوقيين وموظفين سامين بالدولة. وكانت الحملات الدعائية التي انطلقت يوم 2 نوفمبر الجاري انتهت يوم اول امس الجمعة، لتترك المجال ليوم الصمت الإنتخابي اليوم، حيث يحجر على المترشحين القيام بأي نشاط دعائي لفائدتهم، بل يركنون الى الراحة استعدادا ليوم الحسم، او يلتقون بأعضاء ادارات حملاتهم الإنتخابية ويتعرفون على اخر المستجدات بخصوص توجهات الناخبين.
ويسود الشارع التونسي خوف من مرور الجماعات الإرهابية الى مرحلة تنفيذ تهديداتها بشن عمليات مسلحة، في وقت أعلن فيه رسميا عن عثور وحدات الجيش على ثلاث جثث لعناصر ارهابية احداها لامراة حذو المنطقة العسكرية المغلقة بجبل الشعانبي من محافظة القصرين ( 250 كلم شرق وسط العاصمة تونس)، يعتقد أنها لأفراد من المجموعات الإرهابية المتحصنة بالجبل سقطت جراء القصف الجوي والبري العنيف الذي استهدف معاقل الإرهابيين. واستوجب نقل الجثث وقتا طويلا الى حين وصول خبراء عسكريين متخصصين في نزع الالغام للتدقيق والتثبت من عدم تلغيم الجثث.