تتواصل عمليات (الشد والجذب) مابين الحكومة والبرلمان على خلفية اصرار المحافظين في البرلمان على رفض كل شخصية علمية يرشحها الرئيس حسن روحاني لقيادة وزارة العلوم اذا كانت مشاركة في احتجاجات عام2009 ؛ وبالفعل فقد نفذ المحافظون في البرلمان وعودهم واقصوا رابع مرشح وهو دانش اشتياني بسبب ارتباطاته في احتجاجات عام2009 والتي يطلق عليها اسم فتنة عام2009 وبسبب اسقاط الوزير الرابع رشح الرئيس روحاني وزيرا خامسا سيتم التصويت عليه من عدمه وهو محمد فرهادي يوم الثلاثاء القادم ؛ ويلاحظ المراقبون ان الرئيس روحاني خرج من البرلمان الاسبوع الماضي لحظة عدم التصويت على مرشحه اشتياني وهو يكتم مشاعره الغاضبه في سياسة جديدة ترجمة لارشادات المرشد خامنئي بضرورة الصبر على النقاشات الحزبية وتهورها.
وقد اعتبر الرئيس الايراني حسن روحاني بأن تمسكه بالصمت حيال رفض المحافظين في البرلمان للمرشح الرابع لوزارة العلوم دانش اشتياني هو لاجل الحفاظ علي الثورة من الانحراف ؛ وحذر الرئيس روحاني خصومه المحافظين من التفرقة بين صفوف الشعب قائلا: ان الامام الخميني وقائد الثورة يصرون على الوحدة ) تصريحات الرئيس روحاني جاءت اثر قيام المحافظون في البرلمان برفض التصويت علي المرشح الرابع دانش اشتياني لوزارة العلوم بحجة انه كان من انصار زعيم المعارضة مير حسين موسوي وقد عرض المحافظون في البرلمان اثناء تقديم الرئيس روحاني للوزير المقترح فيلما يبين تحركات دانش اشتياني مع المحتجيين عام2009 ضد النظام ؛ المشهد اثار غضب الرئيس حسن روحاني الذي اوضح للنواب بضرورة الاستفادة من التجارب التأريخية حيث عفا القادة عن بعض الشخصيات ).
ويبدو ان المحافظين الذين اطاحوا بمرشحين اربعة لروحاني بسبب انتماءاتهم الاصلاحية سيطيحون كذلك بالمرشح الخامس لوزارة العلوم وهو محمد فرهادي بسبب انتمائه لجبهة المشاركة الاصلاحية المحظورة و توقيعه علي رسالة اثناء احتجاجات عام2009 تؤيد فوز زعيم المعارضة الاصلاحية مير حسين موسوي؛ واشار النائب المتشدد الياس نادران بأن المرشح الخامس محمد فرهادي هو احد الشخصيات التي واكبت الرئيس الاصلاحي محمد خاتمي في كتابة الرسالة عام2009 ) من جانبها اتهمت صحيفة كيهان لسان حال المحافظين المرشح الخامس لوزارة العلوم محمد فرهادي بأنه من المسايرين لرجال الفتنة عام 2009 ويجب ان يوضح موقفه من فتنة عام2009) وكان المحافظون قد اطلقوا على احتجاجات عام 2009 بأنها (احداث الفتنة) وان كل شخصية مشاركة في تلك الاحتجاجات يمنع عليها الحصول على المناصب الحكومية السيادية وقد اطلق عليها بالخطوط الحمراء) ويعتقد مراقبون ايرانيون بأن اصرار المحافظين على وضع العراقيل امام رجال الاصلاحات سيحث انصار الاصلاحات على المشاركة وبكثافة في انتخابات البرلمان العام المقبل لاجل ازاحة المحافظين عن البرلمان وعودة مجددة للاصلاحيين بحيث يتحقق امل حكومة الرئيس روحاني التي نظمت قبل يومين ملتقى باسم (الاعتدال) وهي جبهة جديدة تغازل جبهة الاصلاحات في مبادئها السياسية والثقافية) ويراهن الرئيس روحاني على تسوية الملف النووي لكي يكون عاملا له لتحقيق انجاز كبير في الدعاية الانتخابية للبرلمان العام المقبل.