تشرفنا يوم الأحد 23 المحرم 1436 بافتتاح صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- أمير منطقة الرياض الدورة التدريبية لرؤساء المراكز بمنطقة الرياض التي نُشر خبر انطلاقها في صحيفتكم الموقرة.
وإن التركيز على التدريب بهذه الكثافة والتوسع من قبل إمارة منطقة الرياض بتوجيهات سمو الأمير، يعني أننا بين يدي عهد جديد لإمارة الرياض تحت قيادة أمير مؤمن بدور رؤساء المراكز، وبضرورة رفع كفاءتهم، وتطوير أدائهم، وتعزيز طاقاتهم التي تعد -ضمن طاقات بقية منسوبي الإمارة- بمثابة وقود التنمية والبناء والتطوير الشامل كل في موقعه، فمنذ تولي صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز مقاليد الأمور في إمارة الرياض والانطباع العام لدى الجميع أن سموه منشغل بوصول الخدمات التنموية إلى جميع مدن المنطقة وقراها، بإشراف ومتابعة حثيثين من سموه، وتأهيل القيادات يعد واحداً من أهم ركائز نجاح مثل هذا الطموح، وهو ليس بالهين لمنطقة مترامية الاطراف كالرياض تضم قائمة مدنها العاصمة.
وفي ظل هذه المدرسة الجديدة التي تقوم عليها قيادة إدارية شابة، تؤمن بقيمة الكفاءات ودورها المحوري، ولديها من الرؤية العميقة ما يمكنها من اختيار الكفاءات المخلصة الواعدة القادرة والأمينة في آن واحد على تنفيذ خطط سموه، والاضطلاع بما يراه من برامج ومشروعات، فإن الرياض على موعد مع وثبة تنموية كبرى عاجلاً غير آجل، في ظل وقوف سمو الأمير وراء كل صغيرة وكبيرة، وحرصه على تنفيذ جميع البرامج والخطط بدقة وفي الزمن المحدد. فسمو أمير الرياض، قيادة لمسنا في جميع ما اتخذت من قرارات منذ تسنمها الهرم الإداري لإمارة الرياض، امتلاكها أدوات الإدارة على نحو يضمن الانضباط، ويؤمّن الاحتياجات، ويتفهم ظرف كل موقع من المواقع ضمن خطة عامة لسد الثغرات واستكمال النواقص من احتياجات العمل سواء على صعيد الموارد البشرية، أو الآليات، أو اللوائح المنظمة للعمل التي نلمس مدى حرص سموه على تطبيقها بحزم، بما يحفظ حقوق المواطنين ويحقق مصالحهم، وفي الوقت نفسه يحافظ على مقدرات الوطن ويضمن حصول المنفعة العامة. وقبل هذا وبعده نظرة سمو أمير الرياض العميقة وقدرة سموه على اختيار معاونيه من الرجال أهل العلم والدراية، وأيضاً أهل الأمانة، وليس أدل على ذلك من اختيار سموه الأستاذ عبدالله بن مجدوع القرني وكيلاً لإمارة الرياض، الرجل الذي قل أمثاله أمانة وعدلاً وإنصافاً وتقديماً للمنفعة العامة على ما سواها.
ولكم كشف اللقاء الذي جمعنا بسمو أمير الرياض في افتتاح هذه الدورة التدريبية الكثير من سمات هذه الشخصية الأثيرة المكتنزة دراية وثقافة وخبرة وأريحية وحرصاً على التواصل مع رؤساء المراكز، ورفدهم بما يعينهم على أداء مهامهم الإدارية على نحو أكثر حضوراً وتأثيراً، وأيضاً، أقدر على خدمة المراجعين من إخوتنا المواطنين، وأوثق ضبطاً لقانونية جميع الممارسات التي تدار على الأرض في كل مدينة وقرية وهجرة بإمارة الرياض التي ينتظرها الكثير في ظل أميرها الطَّموح، بما يمتلك من رؤى مستقبلية وقدرات إدارية تجعلنا نشعر بكثير من التفاؤل والسعادة، وتمدنا بالحماسة اللازمة لتجشم التزامات مهام عملنا التي يدرك الزملاء مدى صعوبتها وقدر ما نتحمل في سبيل إنجازها من مسؤولية، مراقبة لله، ثم طاعة لولاة الأمر.
ولكم كان ماتعاً ومفيداً في آن معاً، أن أتيحت لنا هذه الدورة فرصة للالتقاء بمقدّمها الأخ الكريم الأستاذ تركي العتيبي الشخصية الشابة التي تعد تجسيدًا على الأرض لفكر سمو أمير الرياض ورغبته في بث روح جديدة في الهيكل الإداري في الإمارة، فكم هو مبشر أن نلتقي شخصية وطنية شابة في علم أخي الأستاذ تركي العتيبي ودماثة خلقه وإمكاناته التدريبية العالية وفكره الإداري المتطور.
وإن توجيه سمو أمير الرياض بمواصلة مثل هذه الدورات ضمن اتفاق بين الإمارة ومعهد الإدارة العامة بالرياض، من شأنه استفادة جميع منسوبي إمارة الرياض من دورات المعهد، ضمن برنامج تدريب متكامل، في تأكيد جديد لما ذكرناه سلفاً من أن الرياض على موعد مع وثبة تنموية غير مسبوقة.