نوه سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء والرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء بندوة طباعة القرآن الكريم بين الواقع والمأمول التي يعتزم مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف تنظيمها في مدينة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - في الثالث من شهر صفر1436هـ.
وقال : إن الندوة الدولية التي سيقيمها المجمع عن طباعة القرآن الكريم ونشره سوف تدرس الأمور التي تتعلق بطباعة المصحف الشريف، والمشاكل التي تعتريها، وصياغة منهج أمثل لطباعة المصحف الشريف ومراجعته وتدقيقه، كما ستحاول الوقوف على التجارب والخبرات التي مرَّت بها طباعة المصحف الشريف في العالم، وكيفية الاستفادة من تجربة المملكة العربية السعودية في هذا المجال، ووضع ضوابط دقيقة لنشر القرآن الكريم من خلال وسائلها المتعددة.. وغيرها من الموضوعات ذات العلاقة. جاء ذلك في سياق حديث لسماحته عن الندوة، مستهلاً إياه بالقول: إن الله سبحانه وتعالى لما أنزل كتابه القرآن الكريم خاتمة الكتب السماوية، جعله كتاباً خالداً إلى يوم القيامة مهيمناً على سائر الكتب.
قال تعالى : {وأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ}، وقد تكفل الله بحفظ كتابه الكريم من التحريف والتبديل والتغيير، قال تعالى {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}، فكان كتاب الله الكريم محل اهتمام وعناية المسلمين وخلفائهم منذ عهد أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - حيث تم جمعه للمرة الأولى، ثم اكتمل جمعه بشكل نهائي في عهد عثمان - رضي الله عنه - ، وكُتِبتْ نُسَخ منه وتم نشرها في الأمصار.
وواصل قائلاً : وظل القرآن الكريم بعد عهد الخلفاء الراشدين يُنسخ يدوياً، إلى أن جاءت المطابع في العصر الحديث فانتشرت النُسَخ المطبوعة للقرآن الكريم في مختلف البلاد الإسلامية، ولكن كانت تلك النسخ محدودة وقليلة الانتشار، إلى أن قَيّض الله في عصرنا الحاضر لخدمة كتابه الكريم حكومة المملكة العربية السعودية، حيث حملت على عاتقها الاهتمام والعناية بالقرآن الكريم، فأنشأت لذلك مجمع الملك فهد بن عبدالعزيز لطباعة المصحف الشريف، يُعنَى بخدمة القرآن الكريم، وطباعته، وترجمته، ثم يقوم بنشر تلك المصاحف والترجمات وإيصالها إلى جميع المسلمين في شتى الأقطار والبلاد.
وأكد سماحة المفتي العام للمملكة أن من أهم وأجل خدمات المجمع هو طباعة المصحف الشريف، حيث يقوم بطباعته بأدق الصور وأصحها، بعد أن يتم فحصه وتدقيقه من قبل اللجان المتخصصة، ثم تتم طباعته بأفضل المواصفات من حيث اختيار الورق، وكذلك التجليد، وسائر مستلزمات الطباعة ، وقد وفق الله القائمين على طباعة المصحف الشريف أن يتحروا تمام الدقة في تفادي الأخطاء في الطباعة،حتى أصبحتْ طبعة المجمع للمصحف الشريف بفضل الله ثم بفضل اللجان المعنية المتخصصة، وبفضل جهود القائمين عليه من أفضل وأصح الطبعات على الإطلاق، لدرجة أنه لا يوجد فيه خطأ واحد بفضل الله وتوفيقه. وهذا بلا شك مصداق للوعد الذي أنجزه ربنا سبحانه وتعالى على نفسه بحفظ هذا الكتاب الخالد إلى يوم القيامة بعيداً عن أن تناله أيدي التحريف والتغيير والتبديل ، كما أن المجمع اختار واشترى لإنجاز طباعة المصحف الشريف أحدث الآلات والأجهزة المتطورة الخاصة بالطباعة وبأرقى المواصفات العالمية،حتى تكون الطباعة راقية ومتقنة وجميلة ، وقد قام المجمع منذ تأسيسه وإلى الآن بطباعة وتوزيع عشرات الملايين من المصحف الشريف، وقد وصل هذالمصحف إلى أيدي المسلمين في أكثر أقطار الأرض، ومختلف دول العالم، وإلى أقاصي البلاد في هذا العالم الفسيح.
وفي ختام كلمته قال سماحة المفتي العام للمملكة: جزى الله القائمين على المجمع خير الجزاء، وجزى الله خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود وحكومته الرشيدة على ما تبذله من جهود مباركة لخدمة كتاب الله الكريم، وطباعته، وتوزيعه في مختلف دول العالم.