يُعد ما كتبه الرحالة والسياسي البريطاني فيلبي، الذي عرف في الجزيرة العربية باسم عبدالله فيلبي، من أوائل من كتبوا عن مدينة الرياض في ذلك الوقت. وهذا الكتاب (الرياض كما رآها فيلبي) الصادر عن دار بلاد العرب، من ترجمة وتقديم د. محمد آل زلفة، يضم مقالات كتبها فيلبي، قال فيها:
منذ اليوم الأول لوصولي كنت قد ألقيت نظرة من على نفس المشهد من كل جانب من جنبات سهل الرياض، وقد كان هو نفسه من كافة النواحي عبارة عن شاشة داكنة من أشجار النخيل في مواجهة خلفية صحراوية. ونتيجة لانحدار الوادي في ذلك الاتجاه كان من الممكن مشاهدة الامتداد للواحة المزدوجة على الفور، وكانت تظهر على شكل معين واسع يستند إلى مجرى وادي حنيفة.
لقد شُيدت (الرياض على منصة منخفضة من الصخور الجيرية المنحدرة إلى أدنى من كافة أطرافها من هضبة مركزية، يقف في أبراجها وفوق المنازل المحيطة مجموعة مباني القصر الملكي.
والمدينة محاطة تماماً بسور سميك من الطوب الطيني المنضج بواسطة حرارة الشمس، ويبلغ ارتفاعه نحو خمسة وعشرين قدماً.
وفي خلال أيام السوق وأثناء ساعات الذروة في الأيام العادية، يشكل السوق مشهداً يتسم بالحياة والحركة.
فالمتاجر تقوم بعرض مختلف أنواع البضائع والأدوات اليدوية التي تتفاوت متدرجة من أصناف البضائع المستوردة والبضائع والأدوات اليدوية، وكافة الاحتياجات الضرورية الأخرى، كالشاي والبن والسكر والتوابل واللحوم والأرز وغيرها من ضروريات الحياة.