في المجموعة القصصية (ظلال عابرة) للقاصة حكيمة الحربي قصة بعنوان (المنزل المهجور)، تقول فيها:
صخب غير معتاد يخيم على تلك القرية الصغيرة الهادئة التي بُنيت بيوتها فوق التلال؛ لتوحي للقادم بأنها معلقة بفوانيس السماء عندما تضيء ليلاً!!
لها هيبة الريح عندما تزمجر في ليلة ماطرة عاصفة.. ووقار الشتاء حينما يبسط رداءه آخر الليل في سكينة وتؤدة!!
منازلها تقف بشموخ المعتد بنفسه رغم تباعد بعضها عن بعض، وكأن أهل القرية أرادوا أن يبتعدوا بخصوصياتهم وحياتهم عن الفضول الذي يميز أبناء القرى!
كان الضوضاء والصخب الذي عم الأرجاء، وقض مضجع أهل تلك القرية المسالمة، هو ذلك المنزل المهجور الكائن في أقصى القرية.
نوافذه تطل على القرية، وبابه خلفي بالاتجاه الآخر، يطل على جبل الريح، تلك الريح العاتية التي تلقي زوابعها داخل صحنه الكبير؛ لتصفق أبوابه بعنف، وتصرخ نوافذه بحدة، ويتسرب الرعب إلى نفوس الصغار.