تراجعت دورة الخليج، تراجعت من ناحية المستوى، ومن ناحية الإثارة، ومن ناحية الحضور الجماهيري، في الدورة الحالية، لا شيء يشي بأن هذه الدورة هي التي كانت ملء السمع والبصر، بدا أنها مجرد رقم في روزنامة مشاركات المنتخبات الثمانية التي تتنافس على اللقب دون وجود منافسة حقيقية، واقع الدورة يقول إن الكأس لم تعد حلماً لكافة الفرق، وواقعها يقول أيضاً إن معظم الفرق تنظر للدورة كمحطة استعداد جاد لكأس الأمم الآسيوية.
حتى الرياض العاصمة، تنطق بما تنطق به ملاعبها، لاشيء يشير إلى أن ثمة ثمانية فرق خليجية بنجومها تتنافس على ملعبيها الكبيرين، الشوارع لا تقول إن هناك حدثاً رياضياً يدور رحاه بيننا، في أحداث سابقة مثل مهرجان الجنادرية ومعرض الكتاب الدولي فضلاً عن الفعاليات التي تنظمها أمانة منطقة الرياض، يجد الناس الدعوات والإعلانات ومواعيد العروض تحفهم من كل جانب، أما في دورة الخليج فلم يشاهد الناس إلا القليل، هل شاهد أحد منكم لوحة إعلانية كبرى في أي من الشوارع والطرق الرئيسة تحمل مواعيد مباريات الدورة وتشجع الناس على حضورها.
الدورة الخليجية عانت شحاً جماهيرياً في البداية تم إنقاذه علاجه بفتح الدخول مجاناً في جميع المباريات - في وقت كان فيه اتحاد الكرة يأمل أن تساعده إيرادات الدورة على تسديد بعض التزاماته - وعانت الدورة من سوء مستوى بعض الحكام ووقوعهم في أخطاء غريبة سببت غضباً واضحاً من قبل المشاركين.
وسائل الإعلام تحاول أن تقدم وجبات يومية، تحاول أن تذكر الناس بدورتهم التي يبدو أنها تتجه للذوبان في كأس النسيان ما لم يتدخل صانعو القرار لإنقاذ البطولة الأثيرة التي كانت ملء السمع والبصر!! لكن وسائل الإعلام نجحت نوعاً ما في جذب المتابعين إليها دون مدرجات الملاعب.
انتهى الدور التمهيدي لدورة الخليج.. بقي الدور نصف النهائي والنهائي، كل ما نرجوه أن يحمل القادم بعض الإثارة وما يشجع على المتابعة، وأن ينصرف المنظمون بعد ذلك إلى البحث عن الأسلوب المناسب لإعادة وهج الدورة المفقود... قبل أن تتدثر بالنسيان، خاصة أن الجيل الحالي ربما يتابع الدورة احتراماً لعلاقته الوطيدة معها في السابق، غير أن الجيل المقبل قد يجد ما يغنيه عنها وعن متابعتها.. ما لم تلحق بالركب.
أوقف الحكم... ثم ماذا؟
أوقف نيشيمورا أو لم يوقف؟؟ ثم ماذا؟؟ وما الذي سيعود على الهلال من فائدة بعد أن ساحت حقوقهم بسببه على ورقة الظلم؟.
نيشيموار وغيره من الحكام لا فائدة من إيقافهم ولا حتى شطبهم ما دامت المباراة سرقت والنقاط أو الكأس ذهب إلى من لا يستحق.
ولأن الهلال كبار دائماً.. لم يحركهم ما تردد عن إيقاف الحكم ولم يهز مشاعرهم قرار الاتحاد الآسيوي بشأنه!! ولا سيما وقد اكتووا من قبل بأخطاء حكام اعترفوا لاحقاً بظلم الهلال، فلم يصبهم شيء ولم يؤثر إيقافهم السابق على حظوتهم اللاحقة.
غني عن القول إن إيقاف الحكم هو مجرد ردة فعل يريد صاحب القرار منها أن يقول إنه لا يرضى بالظلم ولا بالأخطاء، لكنها كرة القدم لا مجال فيها لرد مظالم الحكام إلى أهلها بعد أن ينفخ في الصافرة الأخيرة.
غني عن القول أيضاً إن الإيقاف أخف مرارة من تكريم حكم والاحتفاء به بعد خطأ بليد ربما لا يقع فيه حتى نيشيموار نفسه.
نريد من إيقاف الياباني شيئاً واحداً... أن تتعلم اللجان المماثلة أن لا شيء في قانون كرة القدم يمنع من الاعتراف بالخطأ وإعلان عقوبة المخطئ... حتى وإن كانت بلا فائدة كما أسلفت.
ثمة أمر آخر جعل ردة الفعل الهلالية لقرار إيقاف الحكم أخف من المتوقع: أنه لم يمنع لاعباً هلالياً من التسجيل، ولم يمنع الإدارة الهلالية من إحضار مهاجم متمكن كما طالب الكثير!! ولم يمنع بعض لاعبي الهلال وفي مقدمتهم اللاعب المهم المؤثر (تياجو نيفيز) من تقديم مستواه المعروف.
مراحل.. مراحل
- مقولة حكامنا يفشلون داخلياً وينجحون خارجياً سقطت بالضربة القاضية.
- هل يدفع حكامنا ضريبة فشل اللجنة في إدارة أمورهم بالشكل المطلوب، وهل تتحمل اللجنة جزءاً وافراً من أسباب فشل الحكام خلال السنوات الأخيرة؟؟.
- أعتقد أن أبرز أسباب فشل الحكام هو: طريقة تكليفهم للمباريات وإحراجهم بمباريات فوق إمكانياتهم!!.
- يعني لابد يكون هناك لجنة تعرف كيف تختار الحكم المناسب للمباراة المناسبة.
- بعض المدربين الوطنيين ينتقد مدرب المنتخب لوبيز، وعندما ترجع لتاريخ المدرب وإنجازاته تلاقيه (فالصو).
- ظهور المدرب الوطني المتكرر لن ينفعه.. ومن يقف معه اليوم سيقف ضده ذات يوم.
- الانتهازية صفة مقيتة كفاني الله وإياكم شرها وعاقبتها.
- في دورة الخليج يهدد البعض بالانسحاب مقابل أبسط الأشياء.
- بعض الألقاب غريبة، مهما حاول البعض تلميعها، أو تغيير حقيقتها، وهي في الواقع تحرج أصحابها أكثر من منافسيهم.
- يعني لاعب مثل ماجد عبد الله.. ماذا يضيف لتاريخه لقب اللاعب الذي سجل خمسة أهداف في مباراة واحدة، الجيل الجديد عاد للبحث في تاريخ ماجد في دورات الخليج فوجد أنه: (لم يستطع المنتخب الفوز باللقب طوال مشاركاته - لم يحقق لقب هداف الدورة - جاسم الهويدي سجل خمسة أهداف ولم يكرم مثل ماجد).
- كل القنوات الرياضية تتطور وتسير خطوات للأمام... وتلك القناة لم تكتف بالوقوف في مكانها بل تراجعت للخلف خطوات.
- طريقة بعض القنوات في نقل المباريات هذه الأيام تحسسك أنك تشوف مباريات من الأرشيف.