إلى عبدالله بن عبدالعزيز
وحده من لم يتوقف عند التحديات، أو يستسلم لأي من المعوقات، وهو وحده - دون غيره- من راهن على أن مستقبل أمته في وحدتها وتضامنها وتفاهمها، وكان أن تغلب وانتصر بهذه الرؤية السليمة على كل خصوم هذه الوحدة، وقضى على المؤامرات التي تحاك ضدها.
***
بحكمته وعقله ورؤيته البعيدة، لم يسمح بالخطأ، ولم يقبل بمخططات تعوق أي إنجازات خليجية، بل إنه تمسك وبإصرار بالمبادئ النبيلة التي تحقق الخير للأسرة الخليجية، وكان بإيمانه واثقاً وقوياً ومدركاً بأن الانتصار هو في النهاية للهدف النبيل الذي يشاركه فيه إخوانه القادة بمجلس التعاون في دول الخليج.
***
هكذا هو عبدالله بن عبدالعزيز، من تعلّمنا منه المواقف الجسورة، وعلمنا الالتزام بعدم التنازل عن حقوق الوطن، ومن رفض ويرفض كل عمل أو سلوك يمس مصالح الدول الشقيقة في المنطقة، ضمن إستراتيجية ورثها عن أبيه وإخوانه ممن سبقه من الملوك، بحيث أصبحت هذه السياسة منهجاً ومحاكاة يلجأ إليها الآخرون وقت الشدائد والمحن.
***
أما وقد انتهت أزمة قطر مع أشقائها في دول الخليج، وعادت كما كانت إلى سرب هذا المنتدى الخليجي عضواً فاعلاً، فلا بد من الإشارة إلى الموقف الأبوي لخادم الحرمين الشريفين، فبحكمته أنهى أزمة لم يكن في صالح أي من دول الخليج استمرارها، فيما أن الخاسر الأكبر في هذه النهاية السعيدة هي تلك القوى الشريرة التي كانت تغذي استمرارها بأمل نقلها إلى ما هو أسوأ.
***
لقد طمأن الملك عبدالله أهله في دول مجلس التعاون بأكثر مما أُعلن عنه من اتفاق بعد انتهاء اجتماع الرياض التكميلي بتأكيده على انتهاء كافة أسباب الخلافات الطارئة، وبدء صفحة جديدة لدفع مسيرة العمل المشترك، ليس لمصلحة شعوب دول المجلس، بل لمصلحة شعوب أمتنا العربية والإسلامية، مطالباً وسائل الإعلام بأن تكون معينة في تحقيق الخير ودافعة للشر، وأن يتم وضع إطار شامل لوحدة الصف والتوافق ونبذ الخلاف في مواجهة التحديات التي تواجه أمتنا.
***
أبا متعب، يا مصدر كل فرح، ورجل المواقف المشرِّفة، الأب الحاني على مصالح شعبه وأمته، من إذا قال فعل، وما أكثر ما فعل، وما أعظم ما أنجز، فأنت - أيها الملك- بفكرك ورؤيتك وحكمتك لن تهزمنا التحديات، ولن تقصينا الخلافات عن معرفة الطريق الصحيح، فهذا التصالح الذي سعيت إليه، ونجحت في تحقيقه، دون أي تنازل عن عدم إنهاء أسبابه أو القبول بها، هو موقف مسؤول في يوم تاريخي لن يُنسى من ملك هو عبدالله بن عبدالعزيز.
