حزينة تلك العبارة واللافتة التي صورت أمام المسجد الأقصى، وكتب فيها:
أيها السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي، الأقصى يئن ويشتاق إليك!!
هل بات وضعنا في حكم انتظار «المخلص»، وهل عجز أكثر من مليار مسلم عن حل قضاياهم والدفاع عن مقدساتهم؟؛ فقضية فلسطين أشبه ما تكون بمسلسل تراجيدي تجاوز نصف القرن، وقطعاً لن تحله مفاوضات السلام، ولن يحله واقع المسلمين اليوم؟؟
«الأقصى» لا يواجه خطراً واحداً، بل أخطارا كثيرة في شتى الاتجاهات، بدايتها بالخطر الإسرائيلي، فإسرائيل من عقود وهي تكبل هذا المسجد بالقيود، آخرها قيامها بإغلاق المسجد، وتقوم بحفريات تحت الأقصى، بحثاً عن «هيكل سليمان» الذي لا وجود له إلا في بنود «التلمود» وعقول الحاخامات، فلدى الفكر اليهودي لا يقام الهيكل إلا على أنقاض «الأقصى»، وتلك الحفريات تجعل الأقصى مهدداً بالانهيار عند حدوث أي هزة أرضية، أو حتى لو تفجير بفعل فاعل!
ومن الأخطار التي تواجه الأقصى «السبات» والتخاذل العربي أمام أي حدث، فردهم تجاه أي حادث لا يتعدى الشجب والاستنكار، وهذا «السبات» لاحظته «جولدا مائير» رئيسة وزراء إسرائيل يوما ما، إذ يروى عنها أنها قالت كتعليق على حادثة حرق المسجد الأقصى عام 1969م: عندما أحرقنا القدس لم أنم طيلة الليل، وتوقعت أن العرب سيأتون نازحين من كل حدب وصوب نحو إسرائيل، وعندما بزغ الصباح علمت وأيقنت أننا أمام أمة نائمة!!
والمسؤول العربي هو الآخر منشغل عما يدور حول الأقصى، ففي الدول العربية وزير خارجية يغرد، ووزير آخر يرتوت، عن موضوع رياضي!، بينما الأقصى ينتظر منهم تغريدة تنصره وتدافع عنه!
والتخاذل العربي مع قضية «الأقصى» ليس من قلة عددهم، مفكر- نسيت اسمه - قال: لو بصق العرب على إسرائيل لأغرقوها!!، فالكثرة موجودة لكنها تشتتت بين داعش والحوثيين، والأنظمة المستبدة كنظام الأسد، والفوضى «الخلاقة» في البلدان العربية التي أقلقت العرب فلم يهنأ لهم أمن ولا استقرار، ناهيك عن إيران التي تحيك خيوط مؤامراتها لاستفزاز أي دولة!
«الأقصى» أولى القبلتين وثالث المساجد التي تشد الرحال إليها، ونصرته واجب المسلمين، كل بحسب وضعه وما يستطيع. ليت الإعلام والمساجد والمدارس تقوم بحملات تعريفية عن هذا المسجد.
قلتُ: يا أقصى سلاماً.. قال: هل عاد صلاح!
قلتُ: لا إني حبيب.. يرتجي منك السماح!
اللهم كما حميت البيت الحرام والكعبة الشريفة من أبرهة، فاحم المسجد الأقصى وأهله!