وجهت وزارة الصحة رسالة قوية إلى قطاعات المجتمع بمناسبة «اليوم العالمي لمكافحة داء السكري»، محذرة من انتشار السكري بنسب عالية ومتزايدة بين شرائح المجتمع من مختلف المراحل العمرية. وقد وضعت جزءا كبيرا من اللوم على مطاعم «الوجبات السريعة» والشركات القائمة على هذه المطاعم، وقال الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله بن سعيد وكيل وزارة الصحة للصحة العامة، لدى رعايته فعاليات اليوم العالمي للسكري الجمعة الفائت بحديقة الملك عبدالله في الرياض:» المواطن هو الحصن لنفسه ضد أضرار «الوجبات السريعة» ولكن يجب دعمه بالمعلومات والحقائق من قبل الوزارة، ومراكز الأبحاث. ولا بد من شراكة وتنسيق لتصبح مكونات الأغذية المقدمة للطفل مفيدة وغير ضارة، والرسالة موجهة للشركات التي تقدم هذه الأغذية».
وأضاف بن سعيد أن معدلات السكري في المملكة مقلقة، مشيراً إلى أي جهد يسعى إلى النجاح يصاحبه نوع من القلق الإيجابي، مؤكداً الثقة في جهود الوزارة، والفريق العامل، وفي الدعم المقدم من حكومة خادم الحرمين الشريفين، ومن معالي الوزير. حيث أن نهج الوزارة هو أن تجعل المواطن شريكاً في المكافحة والحماية والتوعية، ليس للسكري وحده بل في جميع الحالات.
وأوضح الدكتور ابن سعيد أن اليوم العالمي للسكري هو مناسبة لتأكيد الرسالة التي تقوم بها الوزارة من خلال مركز مكافحة السكري، وتأكيد الشراكة المجتمعية في تنفيذ أنشطة المركز باتجاه إحداث القبول الاجتماعي للتغير في أنماط الغذاء، والحركة، لتقليل نسبة الإصابة بالسكري، وتقليل المضاعفات لدى المصابين.
من جانبها قالت، مديرة برنامج مكافحة داء السكري بوزارة الصحة، الدكتورة فاطمة ال صليل: «وفقاً لمسح المعلومات الصحية من قبل الوزارة عام 2013 فإن نسبة السكري في الفئة العمرية 13 سنة تصل إلى 13.4 %، وتصل إلى 53 % في الفئة العمرية 65 سنة».
وأضافت:» المشكلة أن هذه الأرقام تؤخذ بطريقة سطحية، فحسب هذه التقديرات يكون العدد الفعلي للمصابين بالسكري مليونين وخمس مئة ألف، ولكن هذا الرصد لا يشمل الأشخاص، غير المكتشف لديهم بعد، الذين لا يعلمون أنهم مصابون، وهم مقدرون بنحو مليون وثمان مئة ألف، ولذلك فإن إحصاءات السكري قد تصل إلى نحو أربعة ملايين وخمس مئة، بين أشخاص مصابين، ومن هم قبل الإصابة ولا يدرون».
وأشارت د. فاطمة إلى أنه يوجد في المملكة 20 مركزاً للسكري، والتوجيهات الجديدة بافتتاح المزيد، وقد وجه وزير الصحة بإعطاء اهتمام أكبر للكشف المبكر
فيما أكد الدكتور زهير الغريبي مدير المركز الوطني للسكري على أهمية تضافر الجهود بين مختلف الفعاليات المجتمعية والاقتصادية والحكومية لوضع حد لانتشار مرض السكري وذلك من خلال رعاية الحملات التوعوية التي تلعب دوراً محوريا مهماً في وقاية المجتمع من الكثير من الأمراض وأكد أن رعاية نوفو نوردسك لهذه الحملة يأتي انطلاقا من إيمانها بأهمية هذا الدور الذي يجب أن تضطلع به الفعاليات الاقتصادية في القطاع الخاص من منطلق مسؤولياتها المجتمعية. وإطلاق هذه الحملة في اليوم العالمي للسكري هو عبارة عن استشعار المسؤولية تجاه المجتمع وتحصينه في مواجهة هذا المرض والتي يمليها علينا واجبنا تجاه المجتمع. مضيفا أن الحملة تهدف إلى أن الأساليب الوقائية يمكنها منع ظهور مرض السكري والحد من مضاعفاته لدى المصابين وإطلاع المرضى على أبرز وسائل التشخيص والعلاج وعمل فحوصات مبدئية لمستويات السكر بالدم.
ومايحدث في حديقة الملك عبدالله في الملز من معرض وفعاليات هو صورة لتضافر الجهود التي ينبغي أن تسود بين جميع الفعاليات الاقتصادية والاجتماعية إلى جانب المنظمات الصحية لتتحقق الأهداف المرجوة لهكذا حملة التي عزز نجاحها تواجد سعودي بايكرز ومجموعة من المتطوعين ومن الأطفال السكريين المبدعين الذين ساهموا إلى جانب الكوادر الطبية بجهودهم الرائعة بإيصال رسالة قوية تردد صداها في جميع وسائل التواصل الاجتماعي.
يذكر أن الفعاليات التي نظمها المركز الوطني لمكافحة داء السكري في حديقة الملك عبدالله امتدت لثلاثة أيام من الرابعة إلى العاشرة مساء وتم خلالها تقديم التوعية، وإجراء الفحص المبكر وقياس الوزن والدون، وذلك بحضور شراكات مجتمعية عديدة. إلى ذلك يحمل اليوم العالمي للسكري لهذا العام شعار (الحياة الصحية والسكري) مع التركيز على وجبة الإفطار، للتوعية بضرورة الوقاية من الإصابة أو تأخير ظهوره على الأقل من خلال اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة النشاط البدني بانتظام، والحفاظ على الوزن في حدوده الطبيعية.