أعلنت الشرطة الأفغانية في كابول لوكالة فرانس برس عن أن هجوماً انتحارياً شنه مقاتلو طالبان في العاصمة الأفغانية صباح أمس الثلاثاء قرب مجمع يقطنه أجانب ما أدى إلى مقتل حارسين أفغانيين. ووقع التفجير، الأخير في سلسلة تفجيرات شهدتها الأسابيع الأخيرة، في شرق كابول قرابة الساعة 06:30 بالتوقيت المحلي وأدى إلى اهتزاز نوافذ المساكن في انحاء عديدة من كابول.
وأكد مساعد المتحدث باسم وزارة الداخلية نجيب دانيش لفرانس برس مقتل حارسين أفغانيين.. وأعلن الجنرال ظاهر ظاهر قائد شرطة كابول الذي توجه إلى مكان الهجوم، أن أجنبياً أصيب أيضاً بجروح، كما أكد مقتل الحارسين. وأضاف دانيش «بعد التفجير حاول مهاجمون الدخول إلى القاعدة لكنهم قتلوا على يد حراس»، موضحاً أنه مجمع مدني يقطنه أجانب. وأفاد المصدر نفسه أن الانتحاريين نفذوا هذا الاعتداء بسيارة محشوة بالمتفجرات تقول الشرطة إنها شاحنة.
وتوجه النائب الأول للرئيس الأفغاني وزعيم الحرب السابق رشيد دوستم إلى مكان التفجير وأكد أن السلطات الأفغانية «ستعثر» على المتمردين الذين أعدوا هذا الهجوم و»ستحيلهم إلى القضاء». وأضاف أمام الصحافيين «أنها ليست حرباً مباشرة، بل حرب استخبارات. وهذه الحرب لا تجري على ساحة معركة حتى أنه لا حاجة للطيران أو المدفعية. أنها حرب استخبارات».
وقد تبنت حركة طالبان الهجوم بلسان المتحدث باسمها ذبيح الله مجاهد الذي كتب على حسابه على تويتر أن الهجوم استهدف قاعدة أجنبية متخصصة بالاستخبارات. وأضاف: إن مقاتلي طالبان دخلوا بعد ذلك إلى القاعدة. وتكثفت في الأسابيع الأخيرة وتيرة الهجمات الانتحارية في كابول، في حين تراجعت كثيراً حدة القتال بين القوات الحكومية وحركة طالبان المتمردة مع اقتراب فصل الشتاء.
وكان آخر تفجير في العاصمة تم أيضاً بواسطة سيارة مفخخة يقودها انتحاري وقد استهدف الأحد النائبة الأفغانية شكرية بركزاي المعروفة في مجال الدفاع عن حقوق المرأة في أفغانستان.. وكانت النائبة لحظة التفجير داخل سيارة مصفحة مما أدى إلى إصابتها بجروح طفيفة ولكن ثلاثة مدنيين لقوا حتفهم في الاعتداء. والأسبوع الماضي تعرض قائد الشرطة الجنرال ظاهر ظاهر بدوره لهجوم في مكتبه في أحد الأحياء المحاطة بتدابير آمنية مشددة. لكن الجنرال نجا من الموت إلا أن أحد أعضاء فريقه قتل.
وفي 2015 ستتولى القوات الأفغانية لوحدها مهمة التصدي لتمرد حركة طالبان بدون مشاركة حلف شمال الأطلسي.. وسيبقى في أفغانستان بعد انتهاء العام الجاري 12500 جندي أجنبي تنحصر مهمتهم في المساعدة والتدريب.