الشباب هم نصف الحاضر وكل المستقبل وفي هذا المقال سوف أتطرق لبعض الأمور التي تهم الشباب والمربين على حد سواء، وهي ما يمكن أن نتحدث عنه دور الشباب في مرحلته العمرية والتي تبدأ بعد مرحلة الطفولة وتنتهي به إلى مرحلة الرجولة ثم الكهولة ثم الشيخوخة، وبدون شك إذا تمعنا جيداً في هذه الفترة نجدها مليئة بالأحداث والتغيرات التي تطال الشاب أو الشابة جسمياً وروحياً وعقلياً بحيث تبدأ مرحلة الشباب بالمراهقة مرحلة التغيرات ثم البلوغ وتنتهي بالنضج ومع هذه التغيرات تكثر الأحداث ينتهي عصر الطفولة وهو عصر الاستسلام والموافقة على كل ما يطلب منه ثم عصر الثورة العقلية والجسمية.. وكل منا قد مر بها حدة في الطباع وتغير مفاجئ في العواطف، في هذه الفترة يحاول الشاب تكوين شخصيته لذا يجب على الوالدين والأسرة والمربين الاهتمام به في هذه الفترة وتوفير الجو المناسب وأعطائه جرعات من سيرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وسير الصحابة والتابعين وسير العظماء والأبطال والأوفياء حتى تؤثر على بناء شخصيته ويتشبع الشاب بالفضائل وجميل الصفات التي تنعكس إيجابا على سلوكهم وعلى حياتهم وتصرفاتهم عند استقلالهم الفكري.. وبهذه الطريقة نستطيع أن نوجه شبابنا ذكوراً وإيناثاً للسلوك القويم والبعد بهم عن مزالق الردى والانحرافات الفكرية والتقليد الأعمى الذي قد يؤدي بهم إلى الهاوية.
دائماً الغزو أيّاً كان نوعه يستهدف الشباب وخاصة الغزو الفكري الذي أصبح سهلاً ويصل لأبنائنا وهم في عقر دارنا لا نستطيع أن نوقفه بسبب وسائل التقنية الحديثة من الهاتف الثابت إلى الجوال ثم الإنترنت والآيباد والقنوات الفضائية التي تبث سمومها ليلاً ونهاراً دون توقف قبل كل شيء يجب غرس القيم الدينية والعادات الطيبة المتوافقة مع ديننا الحنيف في نفوس الأبناء، ثم نحذرهم من التيارات التي قد تجرهم إلى الهاوية وهي تيارات جماعات التضليل التي تحيد بهم عن الطريق الصحيح والسليم ودين الله القويم.. ومن أهم تلك الجماعات جماعات التشدد وحركات التطرف والتكفير مع أن ديننا دين الوسط هناك من يخرج عن هذه الوسطية والتيار الثاني ما يسمون أنفسهم الآن بدعاة الحداثة أو الحرية أو العلمانية وهي الحرية المطلقة فإنهم يدعون إلى دين أو فكرة فلسفية أكثر اعتمادها على آراء وأفكار فلاسفة بعيدين عن العلم الديني المقنع، وهم يعلمون أن هناك مغريات حياتية وملذات قد تحرف الشباب عن الفضائل الدينية والخلقية, وحتى يتعودوا على الأخلاق الحميدة فإن هذه مسؤولية الجميع الأسرة والمدرسة والمجتمع والدولة.. أسأل الله أن يوفق شبابنا لما فيه خير الدارين.. هذا ما أردت توضيحه.
والله من وراء القصد،،،