لا أحسب أنّ غاية التعليم هو إتقان اللغة الأجنبية فقط، حين يتجه الأهالي بحرص لإلحاق أبنائهم بتلك المدارس التي تعتمدها لغة أولى للتعليم فيها،..
إذ إنّ غاية التعليم تتوازى مع غاية التربية..، والتي أسسها تُبنى بتلقائية كانت، وبمقصد يكون على قيم، وسلوك لا أحسب أنّ التفريط فيها يتقبّلها أفراد مجتمع له فيها أسس متينة..
فإذا ما تتبعنا بدقة، ودرسنا بوعي سلوك الفئة الغالبة من جيل التعلُّم الأجنبي، لوقفنا على ظاهرة التحلل لديه ليس من اللغة العربية فقط، بل من كثير من قيم تعاهد مجتمعنا عليها، إيماناً، وفكراً، وقناعة لعلها أول ما تبدأ بالحشمة في اللفظ، والملبس، بل في اتجاهات التفكير لدى ناشئته،..
فالتفكير الحشيم لا يقفز عن سياج الأدب، والقناعة بكل منظومة تأتي تحت عنوانه الكبير..، ومن ثم تنعكس على سلوك المتأدب بتفاصيله..!
إذ حيث تقابل الأكثرية من الناشئة من هذا الجيل الذي لا يتحدث لسانه إلا بلغة غيره، تسعد بملكاته وخبراته من جهة، لكنك تفاجأ بما يجعلك تأسف لتفريط لحق بلسانه، بل بفكره، ومظهره..،
أتوقع أنّ الإشراف على مدارس التعليم الأجنبي يفعل مسؤولوه بقيامهم بالتنبُّه إلى محاذير التفريط، لكن واقع الأمر يلح على مزيد من الحاجة إلى متابعة ثبات قيم المجتمع..، وسلوك الناشئة في بعض منها.. لتتحقق معادلة أنّ التعليم هو أيضاً تربية في آن... وأيضاً ينبغي العناية بهذا في جميع مدارس التعليم ومؤسساته.