صدمة قوية ورهيبة وغريبة تلك التي رأيناها ورآها المجتمع الرياضي الخليجي والعربي في ستاد الملك فهد الدولي في افتتاح دورة الخليج 22 والتي كانت برعاية كريمة من قبل خادم الحرمين الشريفين وبتشريف من ولي ولي العهد الأمير مقرن بن عبد العزيز.
تلك الصدمة كانت عبارة عن غياب الجمهور الرياضي السعودي عن الافتتاح في منظر غير مألوف ولم نتعوده، رغم أن الأبواب فتحت للجماهير الراغبة بالحضور بشكل مجاني!
والأسئلة هنا كثيرة ومتعددة بخصوص هذا الشأن.. لماذا غاب الجمهور عن الحضور في مباراة مهمة وتحتاج لدعم الجمهور وحضورهم..؟! ومن يتحمل غياب الجمهور رغم أن الدخول كان بالمجان..؟! وهل أصبح المنتخب آخر اهتمامات الجمهور..؟! أم أن الجمهور لم يعد يثق في منتخب وطنه..؟!
والسؤال الأكبر والأهم.. لماذا أصبح الولاء للنادي أكثر من المنتخب..؟!
هذه الحالة الغريبة العجيبة تحتاج للدراسة والتقصي لمعرفة أسبابها, ولتدارك ما يمكن تداركه, لكي لا تزداد مع مرور الزمن, ونجد منتخبنا وحيداً بدون أي دعم, وقتها لن تجدي الدراسات, ولن تفيدنا معرفة الأسباب, خاصة أن دعم الجمهور لأنديتهم على مستوى الدوري كان أكثر من المتوقع, بينما على العكس تماماً نجد منتخبنا بلا دعم!
ولعل غياب الجمهور الرياضي عن حفل افتتاح خليجي 22 صدم غالبية المتابعين من إعلاميين وجماهير, وكانت ردة فعلهم سريعة جداً, منتقدين الوضع الرياضي الذي أوصلنا لهذه المرحلة.
ومن خلال نظرة سريعة لمواقع التواصل الاجتماعي أكد الغالبية أن ما حصل في درة الملاعب هو نتاج لما زرعه المتعصبون كل في موقعه, فالمسؤول الذي فرق بين ناد وآخر, وخدم مصالحه بعيداً عن المصلحة العامة يتحمل جزءا كبيرا من غياب الجمهور الرياضي السعودي عن دعم منتخب بلده, والإعلامي الرياضي الذي رفع علم ناديه عالياً ونسي علم السعودية, وزرع التعصب بكذبه واتهاماته الباطلة, يتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية, والإعلامي الذي ساند فرقا خارجية على حساب فرق كانت تمثل الوطن يتحمل جزءا كبيرا, والأخير أشد ضرراً على الوطن, حيث انهم فصلوا الوطنية على أمزجتهم, وحسب أهوائهم, فكانت النتيجة غياب الجمهور والدعم عن منتخبنا السعودي الذي كان في أشد الحاجة لمن يسانده في هذه المهمة التي يبحث من خلالها عن إعادة أمجاده السابقة, واستعادة هيبته وشموخه التي فقدها منذ زمن, ولكن الهدف المنشود لن يتحقق وهنالك مسؤولون في اتحاد القدم يبحثون عن مصالحهم ومصالح أنديتهم, ولن يتحقق وهنالك إعلاميون يتشدقون بالمهنية وهم من أسس للتعصب وزرعه في عقول الجماهير السعودية بكافة انتماءاتها, وفرق بين ناد وآخر من خلال تعاطيه للأوضاع الرياضية السعودية بعقلية المشجع وليس بعقلية الإعلامي الباحث عن المصلحة العامة.
بقي أن نؤكد أن ما يمر به الوسط الرياضي السعودي يحتاج لوقفة صادقة من قبل الجميع, ويحتاج لدراسة وافية لمعرفة أسباب تزايد التعصب, وغياب الجمهور عن دعم منتخب وطنه, وعلينا أن نشترك في إيجاد حل لتلك الإشكالية, كما أنه يجب علينا أن نشترك في نبذ التعصب الذي عانت منه بعض أنديتنا وعانى منه المنتخب!