نشر في صحيفة الجزيرة في عددها رقم 15382 خبراً عن انطلاق المؤتمر الدولي لبيئة البحر الأحمر بجامعة الملك عبدالعزيز بحضور عدد من العلماء والمهتمين والمتخصصين من جامعات دولية إضافة إلى مشاركة عدد من الأكاديميين المختصين من جامعات المملكة، بمشاركة نحو 130 باحثاً من 14 دولة من الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وآسيا.
وجاء في الخبر أن البحر الأحمر يحظى باهتمام عالمي من قبل المهتمين والمتخصصين وذلك نظراً لما يشتهر البحر الأحمر ببيئة فريدة وشعاب مرجانية رائعة، وما يصاحبها من تنوع أحيائي متميز، حيث إنه لا تزال المعرفة بالمقومات الطبيعية لهذه البيئة، وما تحوي من مصادر وثروات حيّة وغير حيّة مقصورة على ما توصلت إليه بعض الأبحاث والدراسات التي أجريت بهدف الوصول إلى أنسب الطريق لإدارة هذه المصادر والثروات والحد من استنزافها. ويتميز البحر الأحمر بخصائص فريدة بفضل موقعه الجغرافي في منطقة قاحلة حارة لا تصب فيه أنهار ولشبه انعزاله عن المحيطات المفتوحة فهو عبارة عن حوض ضيق عميق يمتد لحوالي 1932 كيلومتراً ويبلغ متوسط عرضه حوالي 280 كيلومتراً ودرجة حرارته عالية، إذ تتراوح بين 25 و32 درجة مئوية وهذه الدرجات العالية من الحرارة تجعل عملية التبخر عالية وبالتالي ينعكس على درجات الملوحة.
ووفق علماء البيئة البحرية فمن الأسرار الفريدة في البحر الأحمر وجود عرائس البحر والسلاحف الخضراء التي يعتقد البعض أنها خرافات ولكنها موجودة إلا أنها ليست بالشكل الذي يظهر في الأفلام السينمائية أو أفلام الكرتون والقصص الأسطورية وتسكن في المناطق الحرجة أو في الحشائش البحرية وهي أماكن ضحلة. ومن أهم المناطق التي جلبت شهرة واسعة للبحر الأحمر بيئة الشعاب المرجانية، التي تعد بيئة جميلة جذبت إليها الأنظار وهي بيئة فريدة وغنية من ناحية التنوّع البيولوجي العلمي، كما أنها عبارة عن ترسبات جيرية يفرزها المرجان نفسه.
كما تأتي روعة الشعاب المرجانية في تميزها بالتنوّع البيولوجي الهائل والتفاعلات المعقدة بين الأحياء الموجودة فيها وتضاهي بذلك أفلام «أكشن» التي تنتجها هوليوود ومن هذه التفاعلات عملية التنافس، فالمرء يلاحظ في بيئة الشعاب المرجانية عدم وجود مكان خال والمساحة مشغولة بالمرجان نفسه وبالطحالب الحمراء والخضراء. ومن فوائد الشعاب المرجانية أنها مصدر لغذاء الأسماك ومصدر للدواء للإنسان، حيث تقوم الشعاب بتطوير مادة مضرة لحماية نفسها وقد تم استغلال هذه المادة بعد اكتشافها في الأغراض الطبية ويعرف هذا التفاعل باستخراج المضاد الحيوي، أما عن أهم فوائد الشعاب المرجانية فهي حماية المدن الساحلية من الأمواج فلا يتم تآكل الشاطئ من قبل البحر كما تعتبر الشعاب المرجانية مصدراً للترفية ومصدر جذب للسياحة الخارجية والداخلية وهو مكان ملائم لنمو المحار واستخراج اللؤلؤ ومصدراً لقياس درجة التلوث.
لهذه الأسباب وغيرها كثير فإنه من الأهمية بمكان انعقاد مثل هذه اللقاءات المهمة للحفاظ على بيئة البحر الأحمر الكنز الذي لا ينبغي أن نفقده.