أرجوا ألا أكون سوداوياً في طرحي لهذا الموضوع الذي يمس واقعنا بين الأمم ويُشوه حضارة الآباء والأجداد من ذلك العهد المجيد في شتى المجالات بدءا من الجغرافيا والتاريخ ومروراً بالكواكب والأفلاك ونزولاً لصحة الإنسان والأرض والبيئة ونهاية بالخط العربي الأصيل ليُدون بالتاريخ وينقش على الحجر الحضارة الإسلامية الحضارة للإنسانية ولكن أصبحت أتجرع مرارة هذا السقوط الذي لم يخلد في ذهن التاريخ أننا سنقع فيه بهذا الشكل يوماً ما فالطب متدهور وتحتاج الأمة من يُشفي جراحها لا أن يزيدها فالطبيب لدينا أعتقد أنه لازال يعتقد أننا حقل تجارب ليتعلم ويكتسب الخبرة في أجسادنا التي أهلكتها السنين فيصرف الأدوية بلا تشخيص سليم ولا لسانٍ قويم ومافيه إلا الغرور والكبرياء تصرف الدولة أعزها الله وأعز قادتها بطاعته ملايين الريالات لتُحضر له كل أجهزة الطب الحديث بل وترسله في مشارق الأرض ومغاربها لينهل بالعلم وليته يفلح بعد كل هذا الجهد إلا مارحم الله منهم وتبني بنى ملكها الله أحدث المباني وأجملها ولكن لازلنا نعاني من هذا الإهمال وفقدان العقل الذي يُدير هذا الصرح ويسعى للتخفيف عن المرضى بدل أن يُغلق الأجهزة في وجه محتاجيها وبدل أن يسعى لإلصاق النساء بالرجال على عكس ما كان يفعل من كان قبله من فصلهم رغم تصاويره بالآيبادات مع ضحايا هذه الإهمالات فأصبحت لا أرى إلا شباباً يمطمطون اللبان على مرأى الفتيات اللواتي ينشغلن بالتصوير وأكل الفشافيش والمريض طريحٌ بينهم، وهذا الحال ينطبق تماماً على التعليم الذي أصبحنا لا نرى هناك من يستحق أن نقف له ونوفيه التبجيلا إلا مارحم ربي ففلذات أكبادنا أحدهم مريضٌ نفسياً والآخر مفصولٌ أخلاقياً والآخر مهملٌ دراسياً ثم يقولون منعتنا الإدارة من الضرب ورواتبنا قليلة وأنصبتنا التعليمية كثيرة!! والبلدية التي كما يقال الإنسان مرتبط فيها منذ حياته وحتى إخراج شهادة وفاته تضع شروطاً وأنظمة صارمة ولكنها تُطبق على من هم على شاكلتنا الذين يُحبون النظام وأن تبقى أيديهم طاهرة أما التجارة فطالما أنك تودع لديهم المال فلا يهتمون بالمسميات التجارية الخادشة للحياء أو الأعراف ولا يضغطون على التجار لتطوير البلاد وتقديم الخدمات بشتى أنواعها والبنوك كذلك التي تمص خيرات البلاد وأهلها ولا تقدم ما يجب أن تقدمه لدعم الشباب وتزويجهم ومساعدتهم في الأعمال التجارية وغيرها هذا غيض من فيض على جميع من يعمل هنا فيأرض الحرمين التي أعزها الله بملك عادل وطوع نفسه لخدمة دينه وخدمة شعبه الوفي، فهل بعد كل هذا أنا قادم من أوروبا أم أن هذا واقعنا المرير الذي سيتغير بحول الله ثم بنا وبكم في قادم الأيام.