ليس هناك أبشع وأفظع من المتاجرة بعواطف الجماهير، الجماهير عامة بمختلف طبقاتها وتركيباتها وانتماءاتها وميولها!
الوسط الرياضي محتقن ومكهرب بفعل فاعل، والفاعل (فلول) ضميره ميت!، والفلول: مصطلح مجازي للجماعات المتفرقة المهزومة، وأعني هنا الإعلاميين الذين شذوا عن القاعدة وانهزموا أمام الفكر والمنطق تاركين خلفهم طعنات غائرة في كبد أمانة القلم ووريده.
لم يكتفِ هذا الفلول بحصوله على الشهرة التي حظي بها من دخوله دهاليز البرامج عنوةً، ولا بالمساحات التي أفردتها له الصحف في الأعمدة والزوايا لبث سموم أفكاره وإشباع أهدافه وتحقيق مصالحه، بل قفز جدار تويتر كما يقفز الأخلاق والقيم والمروءة! وليس له هدف في ذلك إلا ليتخم أطماعه بالبحث عن كبسة فلو لإخفاء أطباق البيض!!
توترت العلاقات وذبل التعامل واندثرت صفات الاحترام وتلاشت المودة بين الإخوان والأصدقاء والزملاء بسبب إفرازات الإعلام الاستغلالي الذي رمى عبوات ناسفة بدم بارد دون اكتراث بالعواقب.
هي أقرب لأن تكون مسرحية هزيلة أو مسلسلا ساذجا أبطاله مهرجون يحظون بدعم من تجار العاطفة!
وما أن تنتهي الحلقة حتى يجتمع أطراف العصابة في استراحة والسمر على لعبة البيلوت ويتسارقون النظر لحساباتهم في تويتر بين وقت وآخر وبضحكات خبيثة وتعليقات ساخرة على مشاهد من مدرجات تغلي على صفيح ساخن!
لسنا في مجتمع ملائكي أو أفلاطوني! ولسنا في منأى عن عواصف التعصب، التعصب في كل مكان وفي كل مجال، نعلم ذلك وندرك أبعاده وخطره عندما يخرج عن إطاره ويبتعد عن مبادئه المعروفة والمتعارف عليها بطعن روحها!!
التعصب الحقيقي هو الموجه للنادي المعشوق والتغني بإنجازاته والفخر بها والنقد لكل ما يتعلق في هذا النادي بكل تفاصيله الإيجابية منها والسلبية، أما القفز على منجزات الآخرين ومحاولة تشويهها فيُعد تخلفا وجهلا بالإجماع، والتاريخ كبير وعملاق وأبعد مما يتخيله الأقزام لغرض الاستنقاص من الآخرين والسخرية منهم.
للتعصب والمتعصبين
مهما صُنعت لكم الفرص لتحقيق أهدافكم فأنتم واهمون، ومهما خيلت لكم أنفسكم المريضة أنكم أسياد المشهد فأنتم أصغر مما تتوقعون.