السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أشير إلى ما نشر في جريدة الجزيرة الغراء يوم الاثنين من 17 محرم 1436هـ بعنوان (مركز الإرشاد الأسري بشقراء خدمات أسرية لحل المشكلات بسرية تامة) حيث أوضح مدير المركز سليمان الصميت أن المركز التابع لمركز التنمية الاجتماعية بشقراء يقدم استشارات هاتفية في عدد من المشكلات الاجتماعية من قبل عدد من المستشارين والمستشارات بسرية تامة وأن المركز يقدم خدمة الاستشارات الهاتفية للمسترشدين والمسترشدات في ما يواجههم من مشكلات اجتماعية ونفسية... إلخ وأن عدد الحالات التي وردت للمركز 582 أبرزها الخلافات الزوجية ومشكلات الأبناء.
أقول إن المشكلات الاجتماعية والنفسية والسلوكية لا تعالج بالاتصالات الهاتفية والعبرة ليست بعدد المتصلين ولكن العبرة بحل هذه المشكلات وهذه المشكلات التي يعاني منها بعض أفراد المجتمع ذكوراً وإناث والتي تحتاج إلى حلها أقول لابد من تطبيق مبادئ (الخدمة الاجتماعية) التي تعتمد على المقابلة الشخصية وجهاً لوجه لأن هناك انطباعاً يظهر على تقاطيع الوجه وتعطي مؤشر معين لصاحب المشكلة وهذا ما عرفناه من الدراسة الأكاديمية والخبرة الاجتماعية التي امتدت لأكثر من (35) سنة قابلنا فيها آلاف الحالات وأثناء هذه المقابلة يتم جمع معلومات عن الحالة من جميع النواحي الاجتماعية والأسرية والتركيب الأسري والبيئة المحيطة بصاحب المشكلة وبناء على هذه المعلومات مجتمعة يتم التشخيص تشخيص المشكلة التي لا بد أن تكون هناك علاقة مهنية أثناء هذه الدراسة بين باحث المشكلة وصاحبها حتى يتم البوح بما يعانيه صاحب المشكلة وبدون هذه العلاقة لا يتم البوح بمعلومات تعتبر سرية فكيف يتم تكوين علاقة مهنية بواسطة الهاتف وبعد التشخيص يتم وضع العلاج للمشكلة أما الهاتف فقد يعرض صاحب المشكلة مشكلة غير مشكلته الحقيقية استحياءً أو يعرض مشكلة تخصه وينسبها إلى شخص آخر أو يخاف أن تتفشى أسراره أو أسرار أسرته لا سيما أنه في منطقة محصورة ومحدودة يعرف فيها كل شيء وبالتالي يفشل علاج المشكلة لذا نقول لا يمكن علاج المشاكل الاجتماعية والسلوكية وغيرها بواسطة الهاتف لأنها ليست فتاوى شرعية يعرف السؤال وتتم الإجابة عليه في حينه، أما البرامج والأنشطة وإقامة الدورات التدريبية الميدانية فلا بأس بها في هذا المجال.
والله من وراء القصد،،،