بينما أنت تشاهد برنامجاً تلفزيونياً تستمتع به يستغرق ساعة قد لا تحس بها، لكن في الساعة نفسها يُقتل إنسان من حوادث السيارات، ومع هذه الخطورة التي تصاحب السيارة تجد من يطالب باستماتة من أجل قيادة السيارة للمرأة، لعلك تعرف شباباً في عمر الزهور ذهبوا من جراء الحوادث.
إن تعاملنا مع السيارة ينبغي أن يكون في الحد الأدنى، إن السيارة جئنا بها لخدمتنا ويفترض أن نُطوع استخدامها لنا.
إن من يدعو إلى قيادة السيارات قد غاب عنه أن حجم الحوادث في بلادنا قد فاق الحروب في عدة أماكن دولية مجتمعة خلال العشرين سنة الماضية، إذ وصل عدد القتلى في كل من حرب باكستان والهند والأرجنتين والصحراء الغربية وحرب الخليج وحرب نيبال الأهلية ما مجموعه 82 ألفا، بينما وصل عدد القتلى من الحوادث المرورية إلى 86 ألف شخص.
هناك سلبيات كثيرة من السيارات ومن الإصرار على فتح المجال لكل من أراد أن يسوق سيارة:
1 - الاختناق المروري والذي يضيع الكثير من الأوقات والناس داخل سياراتهم فالرياض تجوبها حوالي 985 ألف سيارة يومياً.
2 - التلوث: ففي دراسة في دبي أوضحت أن عوادم السيارات تشكل 80% من إجمالي تلوث الهواء.
3 - الضوضاء: ففي أحد العواصم العربية قيست نسبة الضوضاء فوجدت وجدت حوالي 78 ديسبل عندما يصل مستوى الضوضاء 90 ديسبل تبدأ أعضاء الجسم بالتأثر، (الديسبل وحدة قياس للصوت)، وعند التعرض لضوضاء لمدة ثانية يفقد الإنسان تركيزه 30 ثانية.
4 - الانعزال الشخصي: فالآن كثير من الموظفين لا يعرفون بعضهم حتى وهم في مكان عمل واحد فالكل في سيارته لوحده ولا يدري عن الآخر، وبالتالي أصبحت السيارة عاملاً عازلاً للناس.
5 - خلق مشاكل النزاع بين الناس في السيارات بدءاً من الأسرة ومن يسوق هذا أو ذاك ومن يسدد الأقساط وكذا الحال في حالات التصادم ومع شركات التامين وأيضاً مع ورش السيارات، أضف إلى ذلك عدم القدرة على الرقابة الأسرية لو ترك للجميع أن يسوقوا.
السيارة تفقد 10% من قيمتها كل سنة ومشاكل صيانتها تزداد ببقائها عندك فأنت إن ظللت تصلح فيها قد تعاود الأعطال وإن شريت جديدة قد يكون صعباً عليك، ان ترك السيارة سيوفر على الناس أقساط يمكن أن توفر لمصلحة الشخص سواء في زواج أو شقة أو دراسة أو غيرها.
كما أن من يسوق لجماعة يكون أضبط للأمور وإذا رأوا فيه خطورة في قيادته فقد يمنعوه من القيادة.
ان السيارة ينبغي ألا يحرص عليها لا رجل ولا امرأة وأن يُشجع النقل العام ويتوسع فيه بحيث يغطي كافة الأماكن ويخدم كافة الشرائح، ويكون ذلك بترتيب النقل الشراييني الدوري داخل الحي بحيث يمكن لباصين أو ثلاثة أن تغطي كل حي وهناك باصات منظمة للمشاوير الأطول في المدينة وهناك لما بين الحالتين ويتم وضع الجدولة الدورية والمكملة بين وسائل النقل العام فتستوعب الجميع، ألا تلاحظ أن جموعاً غفيرةً أثناء الحج تحركها سيارات معدودة.
إن وسائل العقوبات المرورية قد لا تجدي ما دامت أعداد السيارات في تزايد، أن أنجع حل للمشكلة هو تقليل السيارات والتي هي وسيلة الحادث ومحل النزاع وجعل النقل العام هو الخيار الأول وما عداه استثناء.