أحسد ذلك المنزل الذي لا يبعد عن منزلي سوى دقائق معدودة، ذلك المنزل الذي يكفيه فخرا أن يحتويك بداخله، أنظر بلهفة مشتاق، أتفقد كل ما تقع عليه عيناي، فتلك السيارة المركونة ربما تكون لك، وذلك الرصيف بجوار منزلك قد خطت عليه قدماك يوما.. بوابة منزلك التي تودعك كل يوم حزينة وتستقبلك بلهفة ولكن ليست أشد لهفة مني إليك. أمر بسلام كالعادة، فالصدفة التي أنتظرها كل مرة لم يكتبها القدر بعد، دقائق فقط هي المسافة التي أحتاج إليها إذا أردت رؤيتك حقيقة ولكن عشقي للخيال يفوق عشقي لواقعي معك آلاف المرات.
أعترف أنك معي كل ليلة دون علم منك ولا أحتاج إذنا منك لمرافقتك لي، فقط أقف أمام مرآتي.. أضع من ذلك العطر الذي رفضت أن تأخذه مني ذات يوم وكان رفضك من حسن حظي.
فرائحته التي أضع منها كل ليلة تذكرني بك، برفضك، بجنوني بك، بصوتك المثير لكل حواسي الذي منذ أن داعب أذناي وأنا أتوق لسماعه كل ليلة، أضع الكثير من تلك الرائحة على معصمي وعلى كف يدي وفي جدائل شعري التي أظفرها عادة قبل النوم، أستسلم لفراشي بهدوء وأنفرد بك، عفوا برائحة منك، سأعانق تلك الرائحة لتطفئ نار حنين قلبي إليك..
وها أنا الآن أشعر بك جانبي، أمسك بحرف اسمك المتدلي من سلسال في عنقي وأقبله، ثم أمسكه بشدة وكأني أخاف أن يفلت من يدي، أضمه إلى أيسر صدري، أنظر إلى صورتك ليكون وجهك آخر شيء أراه قبل أن أغمض عيني.. وأغوص في سبات عميق.