في إحدى قصص مجموعة طابور المياه الحديدية.. يقول القاص حسين علي حسين:
في النهار الترابي تعانق الضحى والشمس الحارة.. تجمع أهل القرية أمام سيارة شحن كبيرة حائلة اللون، كانت تشق طرقها وسط أكوام التراب والرمال المتكلسة وبقايا الأطعمة.. وقفت الشاحنة وبدا الآسيويون ذوو الأنوف الفطساء في إنزال شحنات من رخام المرمر واللامع والحنفيات الفضية والعديد من القضبان النحاسية بواسطة رافعة مطوية.
قال أحد الواقفين إن فاعل خير شفي بواسطة المياه الحديدية أرسل الشحنة وتبرع بتنظيف البئر وما حولها وكساها بالرخام وجعل الماء يصعد من القاع بواسطة المضخات لكن أحداً لم يجرؤ على ذكر مرسل الشحنة.
وأضاف أحد الواقفين قائلاً: إن مرسل الشحنة كان يؤم القرية يومياً عند الغروب ولا يأتي المساء إلا وقد غادرها بعد أن يأخذ عدة غطسات طازجة تحت حنفيات البئر.