بخصوص الخبر المنشور في عدد الجزيرة 15382 حول موجة الصقيع المبكرة التي ضربت عددًا من المناطق الشمالية بالمملكة، وما ورد في من أن موجة البرد ستخلف الكثير من الحالات الصحية السلبية، الرئيسية فمع قرب دخول فصل الشتاء، تلجأ غالبية الأسر إلى استخدام العديد من وسائل التدفئة، مثل: سخانات المياه، خاصة الكهربائية منها، والدفايات، باختلاف أنواعها، فضلاً عن استخدام الفحم أو الحطب. إلا أن البعض يستخدم تلك الوسائل دون دراية بعوامل السلامة والوقاية؛ الأمر الذي ينتج عنه في أحيان كثيرة حوادث، ومخاطر كبيرة.
وتبقى مدفأة الغاز أخطر وسائل التدفئة والأولى عدم استخدامها لتوفر البديل الآمن، وتكمن خطورتها في الغاز المستخدم لإشعالها، وما تسببه من اختناق عند تسرب الغاز منها داخل المنزل. وعند استخدام المدفأة يجب التأكد من سلامة المدفأة، وعدم وجود تسرب للغاز قبل التشغيل، وذلك بفحص التمديدات الموصلة بين الأسطوانة والمدفأة، كما يجب التأكد من أن تكون أسطوانة الغاز بعيدة عن المدفأة مسافة كافية، ويفضل أن تكون خارج المنزل إن أمكن. كذلك ينبغي عدم وضع المدفأة في الممرات، أو بالقرب من قطع الأثاث، فقد يتسبب ذلك في حريق بالمنزل. والأهم عدم تركها عند الأطفال بمفردهم؛ حتى لا يعبثوا بالمدفأة، أو أسطوانة الغاز. مع ملاحظة أي تسرب للغاز وعندها لا نقوم بإشعال نار، أو كهرباء حتى تتم تهوية المنزل جيداً. أيضاً ينبغي عدم استخدام قداحة غاز كبيرة للدفاية. عند ملاحظة أي خلل، أو وجود رائحة غاز غريبة، يجب في هذه الحالة إغلاق المدفأة، وترك الغاز حتى يتبرد، وذلك بفتح النوافذ والشبابيك، وتجنب كل مصدر يحدث شرارة كطفايات الكهرباء وغيرها.
أما المدفأة الكهربائية وهي أكثر الوسائل استخداماً، وأكثرها أماناً إذا صاحب استخدامها الوعي المطلوب لمخاطرها، إلا أنها قد تتسبب في إحداث حريق إذا وجد بجوارها مواد سهلة الاشتعال، لا قدر الله، فينبغي أن يكون استخدام المدفأة الكهربائية بعيداً عن وجود تلك المواد. وتبين أن الدفايات كانت سبباً مباشراً في حدوث حرائق كبيرة؛ نتيجة لوضعها دون وقاية بالقرب من أسرّة النوم، أو ملاصقة للمفروشات، أو بالقرب من المناضد الخشبية، كما أن بعض الناس يستخدم الدفايات لتجفيف الملابس الرطبة، وخاصة في فصل الشتاء في حال غياب الشمس، وهذا خطأ كبير.
أما التدفئة بالحطب والفحم وهي من وسائل التدفئة القديمة التي ألفها الإنسان، فهي مصدر تدفئة جيد وغير مكلف، وقد زاد استخدام هذه الوسيلة في الآونة الأخيرة في الاستراحات، والملاحق، والمنازل، والمخيمات البرية.
ومن الأمور التي يجب التنبه لها عند استخدام الفحم والحطب إشعال الفحم خارج المنزل أو المخيم؛ حتى يحترق تماماً؛ ومن ثم يتم نقله إلى الداخل، مع مراعاة عدم غلق الأبواب والنوافذ حتى لا يتشبع المكان بأول أكسيد الكربون (CO)، الذي لا لون له ولا رائحة، ويؤدي إلى الاختناق؛ ومن ثم الوفاة. ويفضل عمل فتحة لموقد النار تسمح للغازات والأدخنة بالخروج للخارج. والأهم تجنب النوم في مكان مغلق به موقد للفحم مشتعل؛ لأن ذلك يتسبب في استهلاك الأكسجين، وزيادة أول أكسيد الكربون (CO) المسبب للوفاة.
وقانا الله وإياكم السوء، وسلمنا من كل شر.