أراد التنظيم التكفيري من العملية الإرهابية التي اقترفها في حق إخواننا الشيعة في الأحساء جس نبض الدولة والمجتمع معا؛ كيف سيكون الرد من قبل الدولة؟ وكيف سيكون تفاعل المواطنين مع ذلك الاعتداء الأثيم؟
وقد كان الرد من الجهتين مخيبا آمال الخوارج.
لقد شكلت الروح الوطنية الطاغية على وسائط التواصل الاجتماعي طوال هذا الأسبوع ملحمة رائعة من ملاحم الوحدة الوطنية أفشلت الخطط اللئيمة التي كان يتوخاها الخوارج بإذكاء الفرقة الطائفية وإشعال وقود الصراع المذهبي؛ ذلك أن المواطنين في مناطق المملكة كافة يدركون كل الإدراك أن المجتمع حين ينزلق إلى حافة الصراع الطائفي أو القبلي أو الإقليمي فإنه ينحدر سريعا في طريق الهلاك والانقراض؛ وما أمر دول الثورات المحيطة ببلادنا عنا ببعيد؛ فقد نجحت الخطط التي وضعها مخططو الثورات لإدخال تلك البلدان في أتون حالة دموية نازفة قوضت الأمن وهدمت كل ما بني وقسمت بلدانهم وشردت شعوبهم وألجأتهم إلى المنافي يتطلعون إلى اللقمة ترد جوعهم وإلى اللباس يدفئ زمهريرهم.
ومن أجل أن نقطع دابر ما يمكن أن تتكئ عليه خطط الخوارج الدواعش لإشعال نارالفتنة بعد أن أصيبوا بخيبة كبرى وأسقط في أيديهم وانكشفت خلاياهم؛ أقترح اتخاذ الخطوات التالية من الجانبين السني والشيعي معا؛ لتأكيد عرى الوحدة والتلاقي والتلاحم بين الطائفتين في بلادنا:
- إيقاف كل أشكال وصور النقد للطرف الآخر واستئصال العبارات الجارحة التي تؤجج المشاعر من الخطاب الديني على المنابر وفي الدروس وفي الكتب والمقالات ووسائط التواصل الاجتماعي، وسن القوانين الرسمية التي يعاقب بموجبها كل من يتلفظ بهذه القائمة الطويلة من العبارات الموجهة إما للسنة أو للشيعة، بحيث تحذف تماما من القاموس اللغوي في بلادنا، مثل: الوهابية أو الوهابي، النواصب أو الناصبي، الروافض أو الرافضة.
- إيقاف ومعاقبة كل من يوجه إساءات للرموز الدينية عند الطائفتين، وإنهاء الشتائم التي قد يتلفظ بها مندفعون أو أغرار أو جهلة للصحابي أو الصحابية - رضي الله عنهم جميعا - كعائشة أم المؤمنين، أو عمر بن الخطاب، أو أبي بكر أو عثمان أو معاوية.
- إيقاف كل المنابر الإعلامية التي تؤجج الروح العدائية تجاه أهل السنة أو تجاه الشيعة؛ كالقنوات التلفزيونية إن كانت تبث من الداخل أو إغلاق مكاتبها ومنع مراسليها من العمل داخل المملكة إن كانت تبث من الخارج.
- منع فسح طباعة أي كتاب يحمل تكفيرا للطائفة الأخرى؛ سواء كانت سنية أو شيعية، وسحبه من الأسواق إن وجد ومعاقبة من يوزعه من دور نشر أو مكتبات.
- ويتخذ الإجراء نفسه نحو أشرطة الكاسيت أو السي دي أو أي من وسائط التسجيل أو البث.
- منع أي خطيب من اعتلاء منبر خطابة في أية مناسبة دينية عند السنة أو الشيعة يعمد إلى تأجيج الفتنة وإذكاء الخلاف وإلهاب عواطف الكراهية بين الطائفتين.
- التبرؤ من أي اعتداء يمكن أن يقع على الشيعة أو على السنة، وإعلان ذلك رسميا، وهو ما ظهر جليا في حادثة الأحساء الأليمة من قبل السنة، والسعي إلى إيقاف من يقدم على الإخلال بالأمن والتبليغ عنه ومساعدة الأجهزة الأمنية للقبض عليه؛ كما يحدث أحيانا من اعتداءات على المقار الأمنية في القطيف أو على رجال الأمن من بعض المراهقين؛ فلا بد لعقلاء القطيف وهي المدينة العزيزة علينا من إظهار إنكارهم مثل تلك الأعمال المخلة ومساعدة رجال الأمن في القبض على مرتكبيها وإعلان عدم رضاهم عما اقترفوه من حماقات.
- تأكيد الولاء المطلق لقيادة بلادنا بعدم التسامح مع من يقدم على رفع صور رموز دينية أو سياسية « إيرانية « في المجالس أو الصوالين أو في المسيرات أو المناسبات الدينية الشيعية.
- تفعيل وسائل الإعلام الرسمية؛ لتأكيد مفهوم «وطن واحد يتعايش فيه الجميع بمحبة».