الجزيرة - متابعة - عبدالرحمن المصيبيح / تصوير - حسين الدوسري:
استقبل صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض بقصر الحكم أمس، خلال جلسة سموه الأسبوعية (جلسة الثلاثاء)، أصحاب الفضيلة العلماء وأصحاب المعالي، كما استقبل سموه معالي رئيس هيئة التحقيق والادعاء العام الشيخ محمد بن فهد آل عبدالله ومنسوبي الهيئة بمنطقة الرياض.
كلمة الأمير تركي
في بداية الاستقبال ألقى سمو أمير منطقة الرياض كلمة، رحب خلالها بالجميع، وبزيارة معالي الشيخ محمد بن فهد آل عبدالله رئيس هيئة التحقيق والادعاء العام ومسؤولي الهيئة كافة بمنطقة الرياض ومديري الفروع. وتناول سموه مسيرة وإنجازات الهيئة منذ نشأتها عام 1414هـ وإنجازاتها، والتطوير والعطاء المستمرَّين، وأنها تعتبر جزءاً كبيراً من أجهزة الدولة القوية والفعالة والحقوقية في هذا المجال، معرباً عن سعادته بالخدمات التي تقدَّم وتعطى حافظة للحقوق والكرامة الإنسانية في هذا البلد المعطاء، من خلال ما قدمه الشرع المبارك للاهتمام بالمواطنين، سواء كانوا عاملين أو غير عاملين، محفوظة كرامتهم في جميع المجالات، سواء كانوا مواطنين أو مقيمين؛ فالكل يشعر بالتطورات والتقدم الذي تشهده الهيئة من تنظيمات وأساليب حديثة، وسرعة الإنجاز مصحوباً بدقة متناهية للحقوق والمعاملات، وهذا يدعو للفخر - ولله الحمد - «كما نثمن دعم واهتمام صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية لهذا الجهاز المهم».
وأكد سمو الأمير تركي أن جهاز هيئة التحقيق والادعاء العام جهاز مستقل، ويدعو للفخر أنه خلال سبع سنوات تضاعف العدد لهذا الجهاز 100 %، وهذا إنجاز كبير يحسب لمعالي الشيخ محمد العبدالله في هذا التطوُّر الذي نحن حريصون عليه جميعاً مصحوباً بمتابعة وتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية.
واستطرد سموه قائلاً: يؤخذ على بعض المغرضين أنهم يطعنون في هذه السرعة، ويطعنون في هذا الحكم وفي هذه العدالة.
وأعرب سموه عن سعادته وامتنانه للتعاون مع الأجهزة الحكومية، وقال إن هيئة التحقيق والادعاء العام جهاز مستقل، له خدمات كبيرة وعطاءات مستمرة، أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: الإشراف على السجون والتفتيش عليها، وهذا كله عمل تعاوني، وفي منطقة الرياض ولله الحمد يُطبّق عمل روح الفريق الواحد والمتجانس. وكرر شكره لمعالي رئيس هيئة التحقيق والادعاء العام.
كلمة آل عبدالله
بعد ذلك ألقى معالي الشيخ محمد بن فهد آل عبدالله رئيس هيئة التحقيق والادعاء العام كلمة بهذه المناسبة، قدم خلالها شكره وامتنانه لسمو الأمير تركي على هذا اللقاء، والجمع المبارك الذي يجتمع فيه الجميع كل أسبوع، يُتحفون فيه بتوجيهات وجمع مبارك «فجزاكم الله خيراً وأمدكم بعونه وتوفيقه».
وتناول الشيخ آل عبدالله هيئة التحقيق، وقال إن هيئة التحقيق والادعاء العام جهاز مستقل، له الصفة القضائية في أعماله وفق ما نص عليه النظام، تتعلق بالتحقيق والادعاء في المحاكم والرقابة على السجون، وهذه مهامه الأساسية، وبفضل الله جل وعلا ثم بدعم دولتنا المباركة انتشرت هيئة التحقيق والادعاء العام في أرجاء المملكة العربية السعودية - حفظهما الله، وسدد ولاة أمرها لكل خير - وأصبحت - ولله الحمد - هيئة التحقيق تزاول مهامها وتتوسع في أعمالها.
ومضى معاليه قائلاً: لقد عنيت هيئة التحقيق بمنسوبيها في تطوير خبراتهم وتأهيلهم التأهيل التام، وأعدت للتدريب أهمية كبرى. ففي العام الماضي كان لدينا 90 منشطاً تدريبياً خلال المشاركة في المؤتمرات المحلية والدولية، وكل هذا لزيادة وإكساب منسوبي الهيئة الخبرة التخصصية في أعمالهم، فهم - ولله الحمد - مؤهلون التأهيل الشرعي والتأهيل النظامي؛ وكل ذلك ليقدموا العدالة في تخصصهم بأفضل صورة، ثم إننا سعدنا بمسألة وجود التقنية وانتشارها، وربط دوائر الهيئة بالجانب التقني بحيث يكون التواصل أسهل، والقضية تصبح معروفة بطريقة محسوبة في الوقت الذي تستغرقه من كل شخص؛ فيستشعر المسؤولية، ويتابع الإنجاز، وكذلك فيما يتعلق بمشروعية التوثيق وغيرها من الأعمال التي تناط بأعمال الهيئة والذي يجب أداؤه.
وكرر معالي الشيخ آل عبدالله في كلمته الشكر لسمو الأمير تركي على هذا اللقاء «واهتمامكم بالهيئة وغيرها من الدوائر الحكومية حتى تحقق التكافل الذي يتحدث به الجميع ويشعر به».
كما رفع الشكر والامتنان لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية المشرف على هيئة التحقيق والادعاء العام «وكذلك الشكر موصول لأصحاب السمو أمراء المناطق على دعمهم أعمال الهيئة ومناشطها».
كلمة الحميد
بعد ذلك ألقى معالي رئيس محكمة الاستئناف بالرياض الشيخ عبدالعزيز بن صالح الحميد كلمة، قال فيها: أحب أن أعلق على أمرين: الأمر الأول العلاقة التكاملية بين المحاكم وهيئة التحقيق والادعاء العام، وما تقوم به في سائر مناطق المملكة. والشكر لله سبحانه وتعالى ثم لهيئة التحقيق والادعاء العام على تجاوبها ممثلة في معالي رئيسها الشيخ الفاضل محمد آل عبدالله، الذي لمست منه شخصياً، سواء عندما كنت في تبوك أو في عملي في رئاسة محكمة الاستئناف، كل التجاوب والتقدير للقضايا التي تمر على المحكمة.
الأمر الثاني: أحب أن أشيد بما وصلت إليه المملكة العربية السعودية من تقدم حضاري في نظامها في الإجراءات الجزائية.. هذا النظام الذي تفخر به المملكة العربية السعودية لما اعتُمد فيه واحتواه من حقوق للمتهم. واليوم نحن عملنا عملاً دستورياً منظماً، له مرجعية نظامية، ويستطيع أي متهم أن يدافع عن نفسه.
ومثال ذلك أنه يحق للمتهم كما كفل له النظام إذا أُحضر إلى هيئة التحقيق والادعاء العام أن يمتنع عن الإجابة حتى حضور المحامي.
وفي الحقيقة، ذلك نقلة كبيرة لم تكن موجودة في السابق، لكن اليوم نفاخر بها. كذلك ما يتعلق بأمر التوقيف ومدده وعرض الأمر أيضاً على القاضي الشرعي لمعرفة استمرار توقيفه من عدمه.
مؤكداً معاليه في كلمته أن هذه الأمور تستطيع أن تجابه كل المنظمات الحقوقية في العالم، التي تلمز من قريب أو بعيد ببعض القضايا في المملكة العربية السعودية. هذه الأنظمة، سواء في نظام المرافعات أو الإجراءات الجزائية، أو غيرها من الأنظمة التي تحكم العلاقة بين المتهم والمحكمة، أو بين هيئة التحقيق والادعاء العام.. هذه الأنظمة يستطيع كل مواطن أن يفخر أو يفاخر بها.
معتبراً معاليه هذه الحقوق لم تأتِ من فراغ، لكن جاءت بالنقلة الكبيرة التي تبناها ولاة الأمر - رعاهم الله - وآخرها نظام مشروع خادم الحرمين الشريفين لتطوير القضاء.
أسأل الله أن يحفظ بلادنا، ويديم عزها ومجدها.
عقب ذلك تناول الجميع طعام الغداء على مائدة سمو أمير منطقة الرياض.
حضر الاستقبال معالي المستشار الخاص المشرف العام على مكتب سمو أمير منطقة الرياض سحمي بن شويمي بن فويز ومعالي المستشار الدكتور ساعد الحارثي ووكلاء الإمارة وجمع من المواطنين.