يومان فقط وتنطلق بطولة الخليج في عاصمة مملكة الأمن والأمان, ومعها ستبدأ رحلة جديدة لمنتخبنا السعودي الذي يحاول جاهداً إعادة هيبته التي فقدها منذ زمن بعيد, ومن خلالها فقد المشجع العادي ثقته في منتخب بلده والذي كان بطلاً تتفاخر به كل العرب من جراء ما حققه من إنجازات عظيمة خلال تلك السنوات التي سطع فيها نجوم كثر أشهرهم على الإطلاق الأسطورة السعودية سامي الجابر الذي باعتزاله غابت الإنجازات عن منتخبنا.
لا نقول ذلك تعصبا بقدر ماتؤكد تلك المعلومة الأرقام التي تقول إن آخر إنجاز حققه المنتخب كان بقيادة الجابر وذلك حينما أهل الأخضر السعودي لنهائيات كأس العالم عام 2006, وكان قبلها قد حقق بطولة الخليج عام 2002 و2003. كل تلك الإنجازات كانت بقيادة الجابر الذي ببدايته بدأ التأهل لكأس العالم عام 1994, وبنهايته انتهت كل الانجازات السعودية, فهل يستطيع الجيل الحالي إعادة هيبة منتخب كان إلى ماقبل سنوات نجما يضيء سماء آسيا ببطولاته وإنجازاته...!؟
الجواب عن ذلك السؤال لا يملكه أحد في الوقت الحالي, ولكن العطاء الفني للاعبي المنتخب السعودي وقدرة مدربه هي من ستقربنا من الإجابة, فنحن الآن لا نملك نجما خارقا مثل سامي الجابر حتى نحدد بعضا من ملامح المنتخب الذي أًصبحنا نجهل مايملكه وما لا يملكه, ومع ذلك فإن المنتخب السعودي ومن خلال لاعبيه المنضمين له حالياً يستطيع إعادة البسمة لمدرج المنتخب السعودي, ذلك المدرج الذي كان عنواناً رئيسياً لإنجازات الأخضر السعودي, ولذلك يتمنى كل من له علاقة بالمنتخب أن يكون دور الجمهور مؤثرا في دعم منتخب بلده الذي سبق وأن جعله يفاخر به في عدة محافل. إن مايمر به المنتخب السعودي في السنوات الأخيرة جعل الجميع يصرخ بأعلى صوته, منادياً بمنتخب يحقق له البطولات والإنجازات, ولكن عودة المنتخب السعودي لن تتحقق إلا بتكاتف الجميع, والإصرار والعزيمة على تحقيق شيء لهذا البلد الذي لم يقصر على أحد من أبنائه, ولكن تلك العزيمة والإصرار على تحقيق الذهب وإعادة هيبة المنتخب لن تأتي من اللاعبين فقط, بل أن الجمهور وفي أحيان كثيرة يكون دوره أكثر فاعلية, ويؤثر إيجابياً على اللاعبين, وذلك من خلال حضوره ودعمه للاعبين, وبث روح الحماسة لديهم, وإِشعارهم بأنهم مع المنتخب حتى وإن غاب عن الإنجازات. بقي أن نؤكد بأنه يجب على الجميع أن يدعم المنتخب السعودي كل بما يستطيع, وعلى الجميع أن ينسوا شعار أنديتهم المفضلة, وأن يكون شعار الجميع خلال الأسبوعين القادمين هو الشعار الأخضر, مع التركيز على دعم المنتخب والابتعاد عن التعصب للأندية وما يقربنا منه, فهل نستطيع فعل ذلك؟.