سعادة رئيس التحرير المحترم. قرأت في عدد الجزيرة رقم 15375 مقالاً للكاتب سعد الدوسري تحت عنوان (أموالنا للزواج الخارجي) يناقش فيه المشكلات التي تنشأ عن الزواج من الخارج، والجهود التي تبذلها الجمعية الخيرية لرعاية الأُسر السعودية في الخارج «أواصر»، وتوصية الكاتب، جزاه الله خيراً، المؤسسات الاجتماعية والخيرية والشرعية إيجاد آليات للتعامل مع ظاهرة الزواج من الخارج، بالاستفادة من الأموال التي تذهب إلى أوجه هامشية!!
ولا شك أن بعضاً من هذه الأسر لديها ظروف فرضتها أوضاع معينة، لكنني أود أن أهمس في أذن كل من يتزوج من الخارج وينجب ثم يلقي بمسؤوليته وراء ظهره، بأن يراجع دينه، ويعرض نفسه على كتاب الله. فالحياة الزوجية حياة مصيرية، بمعنى ؛ أنك إذا رزقت من هذه الزوجة بأولاد فإن الفراق يعني تشرد الأولاد، فلهذا كان النبي عليه الصلاة والسلام حريصاً حرصاً لا حدود له على أن يكون الوفاق بين الزوجين تنفيذاً للمخطط الإلهي الذي يبدو من قوله تعالى: ) وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ( (سورة الروم: الآية 21)
إن الأصل في العلاقات الزوجية المودة والرحمة، هذا هو التخطيط الإلهي هذا هو الوضع الطبيعي، هذه هي الصحة النفسية بين الزوجين، فلو أن بين الزوجين مشاحنة أو بغضاء، أو جفاء، إن هذا حالة مرضية تقتضي المعالجة.
والحقيقة أن الأزواج دائماً يتحدثون عن حقوق الزوج على زوجاتهم، هذا من قبيل أن الأحاديث في مصلحتهم، ولكن لكل حق واجب، فإذا كنت تعتز بما قاله النبي عليه الصلاة والسلام من حق على امرأتك، فيجب أيضاً أن تلقي أذناً صاغية، أن تصيغ السمع إلى الأحاديث الأخرى التي تتحدث عن حق الزوجة على زوجها، كما أنك تبدي اهتماماً بالغاً بالأحاديث التي تتعلق بحق الزوج على زوجته يجب أن تلقي بالاً، وأن تصيغ السمع، وأن تلقي أذناً مصغية لحقوق الزوجة على زوجها.
ولعله يكفيني في هذا المقام مع كثرة الأحاديث الواردة في هذا الشأن ما رواه الإمام أحمد في مسنده عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَقُوتُ). هدانا الله جميعاً إلى صالح الأقوال والأفعال.