المؤمل تَحَقُّقُه بشأن (العرضة السعودية)

قصائد الحربيات (العرضة السعودية) لها أهميتها التاريخية والوطنية والاجتماعية، وقد وثَّق أكثرها الأديب والشاعر الشيخ عبدالله بن محمد بن خميس -رحمه الله- في كتابه (أهازيج الحرب أو شعر العرضة) وعرَّف بشعرائه -رحمهم الله- مثل محمد بن عبدالله العوني وفُهيِّد بن دحيِّم وناصر العريني وعبدالرحمن الصفيان والحوطي وغيرهم، وقد زامنت أكثر نصوص قصائدهم المشهورة في هذا اللون مراحل توحيد الوطن على يد مؤسسه وموحده الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه-، وهو ما أضاف لشعر الحربيات «العرضة السعودية» أهمية خاصة عند أبناء المملكة العربية السعودية، ولأن «العرضة السعودية» لها طابعها الرسمي والشعبي فإن المؤمَّل تحققه أن تُدرج بشكل منهجي رسمي في المدارس لينشأ أبناؤنا على ما كان عليه آباؤهم وأجدادهم الذين يتوارثون بيعة مشرِّفة في أعناقهم لولاة الأمر والوطن.

يشار إلى أن كلمات قصائد الحربيات «العرضة السعودية» تعكس وترسخ اللحمة الوطنية التي هي مطلب وطني قبل كل شيء في ظل ما يحيط بالأجيال الناشئة من أفكار المتربصين والمغرضين من أصحاب المآرب السيئة في وسائل التواصل الاجتماعي، على سبيل المثال لا الحصر، أدام الله على الوطن وأبنائه العز والسؤدد والأمن والأمان.

وقفة: قصيدة حربية «عرضة سعودية»

للشاعر فهيِّد بن دحيِّم -رحمه الله:

يا سلام الله منِّي على عز النزيل

لا اصطفق في نجد تهتز عقب سكونها

حامت العقبان والذيب غادٍ له عويل

عند أبو تركي لهم عادةٍ يرجونها

لابتي يوم أشهب الملح غادٍ له زليل

يا ردون الموت والروح ما يغلونها

هيه يالمجمول ياللِّي هدب عينك ظليل

فيه شاراتٍ جميع العرب يشهونها

لا تراعي بعض الأزوال يا زين تَعَزِيل

ما وطا بالنار مع لابةٍ ياطونها

يسحب الماهود والشال والردن الطويل

وان تسابقنا المحاجي قصر من دونها

ابرق الجنحان لي جا اللِّقاء ما به حصيل

والشَّكَا له كِلَّها لابتي يحظونها

أقمحن يالبيض عارٍ على مَرْةَ الذليل

الكحل عيبٍ عليها يطب عيونها