على خلاف العادة أصبح التطوع مقرراً مفروضاً في المستوى الأول الثانوي بالنظام الفصلي؛ ومن يطلع على الدليل الإرشادي لمقرر المهارات التطبيقية -83 صفحة - يدرك بأن المقرر بحاجة لدليل آخر يخاطب الطالب أولا؛ إضافة للدليل الذي يخاطب المعلم؛ لتيسير التعامل مع متطلبات المقرر.
التطوع اختياري ولكنه في المقرر الجديد إلزامي؛ وهنا بالضبط لا يتناغم التطوع ومحاسبة الطالب على التطوع؛ -الترهيب- وفرض سلطة المقرر؛ حيث يحتسب في النجاح والرسوب والتعثر والمعدل التراكمي؛ بينما التطوع ترغيب وتحفيز فقط؛ ومشاركة لا سبيل فيه للإجبار.
الدليل موجه للمعلم؛ بينما في مقرر اللغة العربية جانب من المهارات المطلوبة؛ وفي مقررات التربية الإسلامية وفي مقررات العلوم الطبيعية؛ إذا عرفنا أن المهارات المطلوبة هي ما يخص التطوع والبيئة والاتصال -الإعلام الجديد-، ولا أدري لماذا الإصرار على فصل المهارات التطبيقية عن المقررات العامة؟!
النشاط المصاحب هو الحل؛ ليكون محطة تقويم خلل أداء الطالب؛ وكدرجات تعويضية؛ لا درجات يحاسب عليها في مجال التطوع؛ وللمقررات لا بمقرر مستقل أو منفصل؛ واختصاراً للتكلفة والتطويل.
نشاط موضوع واحد في مقرر عام كمقرر الحديث والثقافة؛ قادر على توجيه التطوع إذا كان التطوع توجه وقيمة بحد ذاته؛ بل ونشاط التطوع قادر على ضبط وتطوير نشاط مقرر الحديث ذاته؛ بتنبي تعويض النقص؛ وبعيدا عن جانب الترهيب؛ بل الترغيب هو بذاته تطوع آخر.
التطوع التربوي من قبل المعلم هو ما يتناغم مع تطوع الطالب؛ ولكن الوزارة بحاجة لمركز تثقيف بمهارات التطوع ومجالاته وربطه وتنظيمه؛ وميكنته مع المؤسسات والأعمال التطوعية خارج وداخل المدرسة؛ إذ لا يخلو الميدان التربوي من تطوع؛ وأقول بكل صراحة لا يوجد فصل جاد بين الواجب التربوي والتطوع؛ وكثرة وتداخل المهام أكبر عائق يفصل بين النظريات والتطبيق.
النشاط في موضوع الفقه -موضوع الشركات- يمكن ضبطه لتكوين شركة خاصة بالطلاب؛ تنقلهم لعالم السوق والتجارة؛ وتدريب الطلاب على القيادة المبكرة وخلاف ذلك؛ بل وتصدير التجارب لغيرنا.
واجبنا هو جودة ما يقدم للطلاب للجمع بين النظرية والتطبيق؛ فمقرر اللغة العربية يقود نشاط المسرح والإذاعة؛ لو تم تدريب الطلاب على أنشطة موجهة ومحكمة من خلال مواضيع مقرر اللغة؛ وذلك يعفي الطالب من مقرر المهارات التطبيقية.
ترتيب البيوت التربوية والمزج بين المهارات الواجبة ونظرياتها ومكوناتها وأوعيتها؛ وتحديد التطوعية يحتاج لعقول تؤمن بمشاركة الميدان التربوي؛ لتتطوع العقول وتقوم بواجبها تجاه الميدان التربوي؛ ولو بتحفيز مالي ومعنوي.