زارت صاحبة السمو الأميرة نورة بنت محمد بن سعود- حرم أمير منطقة القصيم (رئيسة اللجنة النسائية لرعاية أسر الشهداء بالقصيم أثناء زيارتها لمنزل شهيد الواجب النقيب محمد العنزي، والذي استشهد في عملية تعقُّب لإرهابيي جريمة الأحساء في أحد الاستراحات شمال بريدة.
ورافق سموها لمنزل الشهيد عضوات اللجنة النسائية لرعاية أسر شهداء الواجب وعدد من المسئولات ونساء المسئولين في بريدة وعنيزة.. وقدمت واجب العزاء لحرم الشهيد السيدة (منوة العنزي) وأطفالها الصغار سلطان وسلمان وباسل الذين كانوا في غاية التأثر لغياب والدهم الذي لم يتعودوا عليه حيث كان لا يفصله عنهم إلا واجب العمل فقد أغدق عليهم من الحب والحنان ما كان يفتقده هو في حياته فقد نشأ يتيم الأبوين ووجد نفسه مسئولاً عن إخوته وأخواته في وقت مبكر رغم قلة ذات اليد.
وقالت سموها وهي تحتضن أبناء الشهيد تحت جناحها: ما أقول لكم إلاّ كما قال الأمير الراحل نايف بن عبدالعزيز رحمه الله (أنا أب لكل طفل فقد والده وهو يدافع عن دينه وعن وطنه) ووالله إن مصابكم هو مصابنا ومصاب الوطن وكل شهيد ذهب وهو يحفظ أمننا نشارك أهله الفقد وكأنه خرج من كل بيتِ في السعودية، ويكفيكم فخر أن يقال لكم أبناء الشهيد وسوف تحملونها وساما على صدوركم طوال السنين».
واستمعت سموها لحرم الشهيد وهي تتحدث عن خبر استشهاده حيث قالت: نزل عليّ الخبر كالصاعقة وكنت والله أنتظر بخوف مثل هذا الخبر طوال السنين الماضية، لأنه من الرجال الذين يزجون أنفسهم زجا لحماية البلد ومدخراته، وكان يسارع للمشاركة في المداهمات حتى لو لم يكن على رأس العمل وحينما كنت ألومه كان يقول: هذا بلدنا وأمننا ومستقبل أطفالنا.
واستطردت وهي متأثرة: قال ليّ قبل رحيله (حلليني وسامحيني) وكنت أقول له بوجع (عسى يومي قبل يومك) كان يشعر بقرب منيته لاحظت عليه مشاعر غريبة لم ألحظها منذ عشر سنوات حينما أصيب في مداهمة حي الجوازات بالرس كان يكاد يطير من فرط فرحته بلقاء الله.
وزادت: من حبه لعمله أصيب بكسر، وتم عمل جبيرة لقدمه؛ وكُلف بمهام الحج الماضي، وطلبت منه الاعتذار والراحة حيث كان موعد مُراجعته في 19 محرم لفك الجبيرة التي من المُفترض أن تكون على قدمه الآن؛ إلا أنه تخلَّص من الجبيرة في مستشفى القوات المُسلحة بالطائف، أثناء توجهه للمشاركة بالحج، ووضع بدلاً منها «الدعامة الطبية المُؤقتة» وما زال مُصراً على موقفه ومشاركته زملائه في موسم الحج، وتم اتصالي به في يوم عرفة، وكان صائماً وهو في مهمة عمل مع زملائه، حيث سقط في الحج وتعرضت قدمه إلى كسور مضاعفة ولم يبال.. كان دائماً يردد (يالله تجعلني على الحق) والحمدلله ذهب وهو على الحق وكل القلوب ودعته بمرارة وكل الألسن تلهج له بالدعاء أسأل الله أن يتقبل شهادته.
يشار إلى أنه تم وضع اسم الشهيد على الميدان الذي أمام منزله إحياء لذكراه التي سوف يخّلدها التاريخ.