بينما كانت الشركات تواجه الصعوبات للنفاذ إلى عالم إنترنت الأشياء الناشئ، كانت مكانتي فيه رائدة – أوّلاً منذ 10 سنوات، عندما كنت نائب رئيس شركة «أمبينت ديفايسز» المتفرّعة من المختبر الإعلامي لمعهد ماساشوستس للتكنولوجيا، الذي كان رائداً في تجارة أجهزة إنترنت الأشياء، وثانياً كمستشار.
في أغلب الأحيان، يتعذّر على الأقسام الوظيفيّة التقليديّة تلبية الاحتياجات التي تنطوي عليها نماذج أعمال إنترنت الأشياء، فترى نفسها مضطرّة إلى التطوّر. وفي ما يلي بعض الصعوبات التي تنبّهت إليها:
-إدارة المنتجات: في مجال إنترنت الأشياء، لا يقتصر النجاح في الصفقات على وصل أحد المنتجات بشبكة الإنترنت وفرض تسعيرة على إحدى الخدمات – وتكثر الشركات التي يتعذّر عليها فهم ذلك بشكل فوريّ. والواقع أنّ تطوير عرض على صلة بإنترنت الأشياء يتطلّب منذ البداية تفكيراً في التصميم – أي إعادة تحديد لصورة شركتك، والتعاطف مع العملاء الذين تستهدفهم والاطّلاع على الصعوبات التي يواجهونها، وتحديد كيفيّة حلّ مشاكلهم بفعاليّة أكبر.
-التمويل: غالباً ما يصعب على العاملين في قسم التمويل تغيير الإجراءات التقليديّة في مجالات التخطيط، ووضع الموازنة، والتوقّع، للتكيّف بشكل جذريّ مع نماذج أعمال إنترنت الأشياء. وكذلك، قد تكمن إحدى الصعوبة في التوقّع والتخطيط لكيفيّة إقناع العملاء بشراء منتجات إضافيّة، وإضافة خدمات، وتعزيز مستويات الانتفاع ومعدّلات خسارة العملاء المهتمّين بشراء المنتجات والخدمات على حدّ سواء. ومن شأن التغييرات التي تركّز عليها الشركة أن تؤدّي إلى ارتفاع مؤشّرات الأداء الراسخة منذ وقت طويل.
-العمليات: عندما تعمد شركات مستندة إلى المنتجات إلى إضافة خدمات وصلة بشبكة الإنترنت، تتزايد المتطلّبات التشغيليّة. أمّا التحدّيات الناتجة عن ذلك، فقد تشمل علاقات جديدة مع متعاقدين ثانويين، فتكون العمليّة مضلّلة بالنسبة إلى من لم يطّلع عليها. وقد تؤدّي إضافة خدمات تقدّمها أطراف خارجيّة، ومشاركة الملكيّة بين العملاء، إلى مجموعة من الصعوبات المتراكمة في مجال خدمة العملاء. وكذلك، قد تطرأ تغيّرات على متطلّبات المخزونات، والكفالات، وتضطر الشركات فجأة إلى الالتزام بقوانين وأنظمة غير معهودة.
-المبيعات: في الشركات التي تعتمد إنترنت الأشياء، غالباً ما تواجه أقسام المبيعات صعوبة في تحديد أفضل طريقة لإدخال منتجات أو خدمات مركّبة إلى السوق. وقد تُطلَب مهارات جديدة، وتظهر خيارات توزيع جديدة. ومن واجب قسم المبيعات أن يأخذ في الحسبان التغيّرات التي تطرأ على تجزئة السوق، وإدارة المناطق، وتوزيع الموارد، علماً بأنّ أفضل الطرق للتطرّق إلى الشراكات والتعويضات قد تكون حتّى هي مشوبة بالتعقيدات.
إن كانت هذه الممارسات والقدرات كافية اليوم، فهي لن تكون كذلك غداً وبالتالي، يجب أن تكون القدرة على التطوّر – وبسرعة – شرطاً مسبقاً من شروط النجاح.