رفع معالي الرئيس العام لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، باسمه واسم منسوبي الرئاسة، الشكر والعرفان والتقدير والامتنان لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، ولسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد وسمو أمير منطقة مكة المكرمة وسمو أمير منطقة المدينة المنورة -حفظهم الله-، على ما يولون الحرمين الشريفين والكعبة الغراء من فائق العناية وبديع الرعاية، وعلى ما تتمتع به الرئاسة من الحرص والاهتمام والدعم والتشجيع والمؤازرة، داعيًا الله أن يجعل ذلك في موازين أعمالهم الصالحة. وقال معاليه في تصريح صحفي عقب الانتهاء من غسل الكعبة المشرفة أمس: «إن أهمية غسيل الكعبة المشرفة تنبثق من مكانة الحرمين الشريفين في هذا الدين، ومنزلة الكعبة المشرفة في نفوس المسلمين، ومن الاهتمام الخاص من القيادة الرشيدة بهما، وبكل ما يتعلق بالحرمين الشريفين، وما يولونه إياها من الاهتمام والرعاية والحرص والعناية، وحرصاً على تطبيق ما جاءت به الشريعة المطهرة، وما حثت عليه نصوص الكتاب والسنة من تعظيم البيت وتطهيره كما في قوله تعالى: وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ وقوله سبحانه ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ .
وأشار معاليه إلى أن السُنة الغرّاء جاءت بتطبيق هذا النهج الرباني، حيث كان الاهتمام بغسل الكعبة سنة نبوية، فعلها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم فتح مكة حينما دخل عليه الصلاة والسلام مع أصحابه الكعبة المشرفة، وقام بغسلها تطهيراً لها، معنوياً، وحسياً، كما نقلت ذلك كتب الحديث والأثر والتاريخ والسيّر. ومضى الدكتور السديس يقول: «لقد سار على هذه السنة النبوية الصحابة -رضوان الله عليهم- والأئمة والخلفاء والولاة عبر التاريخ، فلم تزل الكعبة المشرفة والمسجد الحرام عموماً محل عنايتهم واهتمامهم حتى منّ الله على هذه البلاد المباركة بالمؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- فأولى البيت العتيق عناية ورعاية فائقتين وتشرّف -رحمه الله- بغسل الكعبة المشرفة مراراً، ولم يزل هذا الأمر الجليل محل اهتمام ولاة الأمر في هذه الدولة المباركة من بعده، فهي مأثرة من مآثرها ومفخرة من مفاخرها ولا زالت هذه السنة الحميدة قائمة حتى هذا العهد الزاهر الميمون عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، حيث يجد الحرمين الشريفين الرعاية الكاملة، والعناية الفائقة من جميع الوجوه وبكل الخدمات والتسهيلات، إعماراً وتطويراً، خدمةً وتطهيراً». وأضاف يقول: «إن خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- قد تشرف بغسلها مراراً، وأناب أمير منطقة مكة المكرمة عدة مرات حيث يقوم هو ومرافقوه من الأمراء والعلماء وسدنة بيت الله الحرام وضيوف المملكة من أقطار العالم الإسلامي وعدد من المواطنين وقاصدي بيت الله الحرام بغسل الكعبة المشرفة في مشهد مهيب، ومناسبة دينية عظيمة، ولحظة تاريخية مجيدة.
وزاد معاليه يقول: «لقد تشرف صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة اليوم، بالقيام بهذه المهمة الجليلة نيابةً عن خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله-، وشاركت الجهات الحكومية بهذه المناسبة الكريمة، مبيناً أن الرئاسة العامة لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي قامت بالإعداد لهذا المحفل الذي يجسّد اهتمام القيادة الرشيدة بالحرمين الشريفين ويعكس مدى الاهتمام البالغ في خدمتهما وتطهيرهما وتعظيمهما.