من باب العدل والإنصاف لاحظت أسر الطالبات مدى تميز مخرجات مدارس البنات؛ فتميز الطالبة في التحصيل الدراسي واكتساب المعارف والمهارات جلي وواضح، تلمسهما الأسر؛ وتظهر بالمقارنة مع مخرجات مدارس البنين، بالرغم من توحيد أغلب المقررات الدراسية والمساواة في الخطط لكل من مدارس الجنسين في مراحل التعليم العام الثلاث. ولم تمنع طبيعة المرأة وتكوينها ومسؤولياتها الأسرية والاجتماعية من ظهور بصمتها وجودة أدائها، بل إننا في الميدان التربوي والتعليم بحكم القرب منه، والعمل في أروقته، لمسنا أن الطلاب الملتحقين برياض الأطفال قبل المرحلة الابتدائية أكثر جاهزية للتأقلم مع البيئة المدرسية؛ فقد لمسنا الثقة بالنفس، والرغبة في البروز منذ اليوم الأول، بخلاف غير الملتحقين برياض الأطفال.
ولعل لذلك التميز أسباباً، منها الاهتمام من قِبل المعلمات بعملهن، وتفانيهن في ذلك، علاوة على رغبتهن في ترك بصمة إيجابية لدى طالباتهن، بدءاً من رياض الأطفال، وانتهاءً بالمرحلة الثانوية. ولا ننسى الدور البارز لمديرات المدارس والمشرفات التربويات في التخصصات كافة، اللاتي يعملن بشكل مستمر على نقل الخبرات وما استجد في علم التعليم والتربية للمعلمات اللاتي يقعن تحت إشرافهن. ولعل الوزارة تتكرم بالنظر في سن حوافز جديدة لمنسوبات المدارس في شتى المراحل، مع العناية بإدارات المدارس من جوانب التشجيع وإتاحة الفرصة للابتعاث الداخلي والخارجي، والدعم بأشكاله وصوره كافة، وتوفير المتطلبات والتجهيزات من الموارد البشرية، والعمل على توفير كل ما يتعلق بتقنيات التعلم؛ حتى تتوافر بيئات مدرسية مكتملة الجوانب قبل انطلاق العام الدراسي في كل عام؛ حتى تكون البداية في كل عام جادة بمفهومها الشامل، وتفضي إلى الإبداع واكتشاف المواهب وصقلها؛ لتسهم في دفع عجلة التنمية داخل وطننا الغالي.