شهد المؤتمر والمعرض الدولي السابع عشر للأمن الصناعي الذي اختُتم أعماله في الرياض مزيداً من النجاح والتميز في برنامجه من حيث تعدد المتحدثين المشاركين ونوعية أوراق العمل المقدمة، كما شهد المعرض المصاحب ارتفاعاً ملحوظاً في عدد زائري الفعاليات، بلغت نسبته 26 %، إضافة إلى ازدياد في مساحة المعرض بنحو 20 % مقارنة بالعام الماضي نتيجة ازدياد عدد الشركات العارضة؛ إذ شارك أكثر من 120 شركة من 18 دولة.
وقد شارك في المؤتمر نخبة من الشخصيات من القطاعَيْن العام والخاص وعدد من المختصين والخبراء والباحثين في مجالات الأمن والسلامة والحماية من الحريق على المستوى المحلي والخليجي والدولي. وتضمن المعرض عرض العديد من الأجهزة والمعدات والأنظمة والمركبات والتقنيات الحديثة عالية التقنية والمواصفات التي تم الكشف عن بعضها لأول مرة في المملكة، منها على سبيل المثال عرض إحدى الشركات المتخصصة في الخدمات الجوية بعض خدماتها المهمة كالطائرة المجهزة بأحدث المعدات الطبية لنقل المرضى والمصابين.
وفي استعراض حي في صالات المعرض الخارجية تم تجربة مادة جديدة لإطفاء الحريق من الداخل والخارج في ثوان معدودات. كما وفرت شركة أرامكو السعودية للزائرين فرصة تعلُّم قواعد القيادة السليمة من خلال برامج عدة، أهمها قيادة مركبات تحاكي الواقع، وتعمل إلكترونياً، وكانت تجربة مفيدة وممتعة. وعرضت شركة سابك برنامجاً تدريبياً مميزاً، تم تصميمه في الشركة، وحصل على براءة اختراع، ويسهم في تدريب الموظفين على كيفية إنقاذ أنفسهم في حالة حصول الحوادث داخل المعامل والمصانع. كما عرضت شركة معادن حاوية يتم وضعها داخل المناجم، وتكون ملجأً آمناً في حال وقوع حادث - لا قدر الله -؛ إذ توفر الحماية والمؤونة والأكسجين للعمال إلى حين إنقاذهم. كما تضمن المعرض أيضاً عروضاً تفاعلية هادفة من قِبل الشركة السعودية للكهرباء والمؤسسة العامة لتحلية المياه. وشهد المعرض مشاركة عدد من الجهات الرسمية، كالأمن العام وحرس الحدود والدفاع المدني ووزارة الصحة، إضافة إلى منتجات مميزة وحديثة، قدمتها شركات من الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وآسيا، من بينها أجهزة ومُعِدات أمنية جديدة عالية التقنية والمواصفات. وقد أسهمت هذه المنتجات في جذب الكثير من الشخصيات من السفراء الأجانب والعرب ورجال الأعمال والمختصين وأساتذة الجامعات. وتميز المؤتمر هذا العام بدعوة ستة متحدثين رئيسيين على مدار يومين والعديد من الجلسات وورش العمل التي لقيت اهتماماً كبيراً من المشاركين.
وقد أعرب الأمين العام للهيئة العليا للأمن الصناعي الدكتور خالد بن سعد العقيل عن شكره وتقديره لصاحب السمو الملكي الأمير محمد نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية رئيس الهيئة العليا للأمن الصناعي على رعايته للمعرض والمؤتمر وعلى دعم سموه اللامحدود للأمن الصناعي وتوجيهات سموه الدائمة لرفع مستوى الأمن الصناعي في المملكة.
وأكد أن الأمن الصناعي في المملكة شهد تطورًا كبيرًا، وأصبحت المنشآت البالغة عددها 2500 منشآة تستخدم أحدث التقنيات والتجهيزات في العالم؛ ما أسهم في تحقيق أعلى معايير الأمن الصناعي. مبيناً أن المعرض والمؤتمر حققا نجاحًا كبيرًا من حيث حجم المشاركة ومستوى المنتجات العالمية التي عرضت، والتي ستسهم في رفع مستوى الأمن والسلامة ومكافحة الحريق في المملكة. وأشار الدكتور العقيل إلى أن المعرض والمؤتمر أصبحا يتميزان كل عام عن العام الذي سبقه حتى أصبحا علامة مميزة على خارطة المعارض والمؤتمرات الدولية، وأن المؤتمر أسهم في تبادل الخبرات بين المشاركين فضلاً عن اكتساب مهارات ومعلومات وتقنيات جديدة، تسهم في تحديث وتطوير منظومة الأمن الصناعي في المملكة. وأكد أن الأمانة تستعد للمعرض والمؤتمر القادم من وقت مبكر، وتدرس جميع الجوانب التي تسهم في تميزه وتطوره، معرباً عن شكره وتقديره لكل المساهمين في نجاح هذا المؤتمر والمعرض ليظهرا بهذه الصورة المشرفة التي تليق بالمملكة ومكانتها الدولية.