منذ أن أسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود هذا الكيان الشامخ والمملكة تنعم بالأمن والأمان بعد أن أمنها وأمن أهلها والقادمين إليها وتوالت هذه النعمة بعد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- أبناءه البررة فساروا على النهج القويم، فالمملكة تنعم بنعمة الأمان التي خصها رب العالمين إياها استجابة لدعوة سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام، قال تعالى: {رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ} صدق الله العظيم.
ومنذ ذلك الوقت كان الأمن رمزاً للبلاد ونبراساً يتردد على كل لسان وتتناوله وسائل الإعلام وتُضرب به الأمثال فالمواطنون في هذا البلد الكريم سنة أو شيعة ينعمون بهذه النعمة ولا فوارق بينهما. ومنذ نعومة اظفاري وأنا أعيش في الأحساء وكنا لا نعرف شيئاً اسمه (الشيعة) فكنا ندرس في مدارس بل في صفوف دراسية سوياً ونلعب سوياً ونأكل سوياً ونتزاور؛ وكثير من رجالات الأحساء السنة يرتبطون بشراكات اقتصادية مع إخوانهم الشيعة ومجالسهم مفتوحة للزيارة في كل الأوقات.
والأكثر من ذلك أن الدولة -أعزها الله- أتاحت للجميع سنة وشيعة كل أنواع الخدمات التي ينعم بها ويستفيد منها المواطن كالتعليم والصحة والتجارة ومزاولة الأعمال الحساسة.. فهناك عدد كبير من إخواننا الشيعة متقلدين مناصب كبيرة في الشركات الكبيرة والمؤسسات.
وبرنامج الملك عبدالله للابتعاث للدراسة في الخارج النسبة العظمى منه هم من إخواننا وأبنائنا الشيعة، فالدولة كفلت الرعاية والأمن للجميع. أما ما حصل في الأحساء من إنطلاق رصاصات الغدر ضد أناس أبرياء ومن أناس امتلأت قلوبهم بالحقد والكراهية والطائفية ورؤوسهم مليئة بالضلال والأفكار الهدامة ومن أقدم على هذه الفعلة الشنيعة هم مريدو الفتنة لهذا البلد الكريم ويريدون أن يوقعوا بين أفراد الشعب السعودي الآمن الكريم المحب لوطنه ومليكه، فلم ينالوا إلا الخسران، وكان لهم موعد مع العين الساهرة على أمن هذا البلد كان لهم موعد مع رجال ضحوا بأنفسهم دفاعاً عن وطنهم ومواطنيهم ابتغاء وجه الله فكانت أيضاً رصاصات الغدر قد اتجهت لهم لتيتم أبنائهم وترمل نسائهم ولكن جنات الخلد مثوى لهم بإذن الله.
لقد كان صمام الأمان لهذا البلد الكريم الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز الذي ضرب أروع الأفعال حيث تم إلقاء القبض على مرتكبي هذه الجريمة البشعة في زمن قياسي لا يمكن لأي دولة في العالم أن تتعامل مع الجريمة بهذه السرعة وفي هذا الوقت.
لقد كانت كلمات سموه الحانية ولمسات يده الكريمة لأبناء الشهداء بمثابة المواساة من شخص أصبح أباً لهم فهذه شريعة هذه البلاد منذ أن تأسست وحتى هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين. والمواطنون في هذا البلد الكريم يداً واحدة ملتفون حول قيادتهم الكريمة وجنود لوزارة الداخلية ضد كل من تسول له نفسه العبث بأمن هذا الوطن أو المساس بمدخراته.