استضاف المقهى الحواري «أحد أهم البرامج الشبابية» التي أطلقها مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني مساء أمس الأربعاء وفي مقر أكاديمية الحوار للتدريب واستطلاعات الرأي الكاتب الصحفي المعروف الأستاذ فهد بن عامر الأحمدي بحضور عدد كبير تجاوز (200) شاب وشابة من المهتمين في مجال الكتابة والإبداع.
وقدم اللقاء سعادة مساعد الأمين العام للشئون التنفيذية بالمركز الأستاذ إبراهيم بن زايد العسيري الذي رحب بالضيف وأشاد بالدور الإيجابي الذي يقدمه الكتاب في جميع وسائل الإعلام وأهمية دورهم في عملية بناء المجتمعات والتي تعد أحد مصادر التوجيه والتثقيف في أي مجتمع، و لها تأثير كبير في جماهير المتلقين المختلفين، المتباينين في اهتماماتهم وتوجهاتهم ومستوياتهم الفكرية والأكاديمية والاجتماعية.
بعد ذلك قدم الأستاذ فهد الأحمدي عدة محاور للحديث عنها واستعرض بداياته مع الكتابة في الصحف السعودية والمجلات العربية على أمل الكتابة في إحداهن والتي أثبتت لديه أن النجاح لا يتعلق بالكمية بقدر ما يتعلق بالاستمرارية، وتحدث عن الآثار السلبية التي تلحق بالمجتمع من المنظمات الإرهابية، وطريقة التفكير في خلق عادة يومية ناجحة، وآخر قاعدة في الإبداع، والاستبشار خيرا في حال وجود عقبات تواجهك.
وقال الأحمدي لدى مايقارب 7000 مقال منذ بداياتي في الكتابة ولم أفكر بكتابة مثل هذا الرقم وأنا الذي عجزت عن كتابة 20 مقالة في بداياتي فبعد عشرين عاما من الكتابة اكتشفت أن تجربتي الشخصية مجرد مثال ونموذج على أهمية خلق عادة يومية ناجحة دون حمل هم النجاح ذاته، وقدم الأحمدي عدة نصائح للشباب والشابات للوصول إلى طريق النجاح مستشهدا بعدد من القصص والأمثلة ومنها عدم الانشغال بالحصول على جسد رشيق بل بتخصيص عشر دقائق يومية لممارسة الرياضة، وعدم الانشغال بإتقان اللغة الانجليزية أو الصينية أو الإسبانية بل بحفظ خمس كلمات يومية، مضيفا بأن الإنجاز الناجح لا يتطلب التفكير بالحجم أو الهدف النهائي بل بإيجاد عادة يومية ناجحة ومجرد التفكير بكتابة 7000 مقال يسبب الإحباط وينتهي بالفشل قبل بدء العمل فكل ما مافعلته كتابة مقالة يومية فقط وهذا ما يؤكد مقولة قليل دائم خير من كثير منقطع.
وبين الأحمدي أنه الكاتب الأعلى أجراً بين الكُتاب السعوديين، وأن الكاتب الناجح هو مَن يضيف شيئاً معرفياً وفكرياً للقارئ، مبينا أن المواضيع التي يكتبها في المقالات طبيعتها متجددة وشابة ودائمة التوالد كالكتابة عن آخر الاكتشافات العلمية أو المستجدات العالمية أو رحلاته الخاصة، وتحدث عن نشاطه في الإعلام الإلكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي.
وأشار الأحمدي إلى قضية الإبداع والتي يجب أن تكسر كل القواعد التقليدية المألوفة وتبدأ بفكرة مختلفة تماما وأن تغادر القافلة وتتخذ مساراً جديداً وترك كل الأفكار التقليدية المتوارثة والتي قد تكون غير مفيدة ويمكن تنميته ذلك في أطفالنا ونطلب منهم إنجاز أعمالهم المعتادة بطريقة مختلفة.
وأشاد الأحمدي ببرامج مركز الملك عبدالعزيز الحوارية في نشر ثقافة الحوار بين أبناء المجتمع السعودي والعمل على تكريس هذا المفهوم الحضاري والإنساني مبينا أن فكرة الحوار وما يمثله من تجربة حديثة تساعد في زيادة أواصر الوحدة الوطنية وتأثيرها على المجتمع من خلال أهداف المركز في نشر ثقافة الحوار مشددا على أهمية البرامج الحوارية بين الشباب كالمقاهي الحوارية التي يعقدها المركز ودورها في توسيع دائرة المشاركة الفكرية بين المواطنين.