الشاعرة سعاد الصباح تقول في أحد قصائد ديوانها: (في البدء كانت الأنثى):
كن صديقي
كن صديقي
إنني إحتاج أحياناً لأن أمشي على العشب معك
وأنا أحتاج أحياناً لأن أقرأ ديواناً من الشعر معك، وأنا - كامرأة - يسعدني أن أسمعك: فلماذا أيها الشرقي تهتم بشكلي؟
ولماذا تبصر الكحل بعيني
ولا تبصر عقلي؟
***
كن صديقي
كن صديقي
أنا لا أطلب أن تعشقني العشق الكبير لا ولا أطلب أن تبتاع لي يختاً
وتهديني قصوراً..
لا ولا أطلب أن تمطرني عطراً فرنسياً
وتعطيني مفاتيح القمر
هذه الأشياء لا تسعدني
فاهتماماتي صغيرة
وهواياتي صغيرة
وطموحي.. هو أن أمشي ساعات.. وساعات معك تحت موسيقى المطر
وطموحي هو أن أسمع في الهاتف صوتك
عندما يسكنني الحزن
ويبكيني الضجر..
***
كن صديقي
كن صديقي
فأنا محتاجة جداً لميناء سلام
وأنا متعبة من قصص العشق وأخبار الغرام
وأنا متعبة من ذلك العصر الذي يعتبر المرأة تمثال رخام
فتكلم حين تلقاني
لماذا الرجل الشرقي ينسى
حين يلقى امرأة نصف الكلام؟