القاص فهد العتيق يقول في إحدى قصصه بمجموعة أظافر صغيرة جداً: تشاهدهم هناك دائماً على ظهر صخرة واسعة، تطل بكبرياء، على الحي المكتظ، المصلون عندما يخرجون من المسجد يستحمون بشمس الشتاء اللذيذة حولهم الأطفال يثيرون التراب وهم على الصخرة خلف جامع الحي في الأوقات ما بين الظهيرة والعصر، كل ينفث متاعبه من صدره أو يتلذذ وهو يستمع إلى متاعب الآخرين، يتحدثون عن سفاهة الشباب وعن عقول النساء الصغيرة وفساد الأزمنة، والأطفال وسفور الفتيات وعن قلة الحيلة، عن كل شيء على أرض صخرة عجوز تلمع تحت الشمس.
الشيخ عبدالكريم ينهض من جلسته بين الجماعة ينهض بوقار وهدوء متصنعا في يده اليمنى مسبحة، وفي يده اليسرى كومة من حصى صغير، يذهب إلى طرف الصخرة في مشية احتفالية متبخترة وهو ينظر إلى السماء ثم يلتفت بهدوء إلى الجماعة يومئ للشيخ مبارك الذي يأتي على عجل، يقول له الشيخ عبدالكريم مطمئناً: وظيفة مؤذن المسجد لك من الآن.. يبتسم الشيخ مبارك بفرح.