عندما تعلن الفنانة الرائدة التشكيلية عن اعتزامها إقامة معرضاً جديدا لأعمالها يتبادر إلى أذهان المتابعين أنها ستقدم الجديد في بحثها عن تراثها الأصيل الثابت من البيئة الطبيعية والمتحرك من الحياة الاجتماعية والإنسانية، فالفنانة ما زالت تحتفظ بخط سيرها الواقعي بكل ثقة وتصر على تأكيد أهمية مثل هذا الفن لحفظ أصالة الواقع الجميل الحالي أو ما تختزله من صور قديمة لعادات وتقاليد.
الفنانة فوزية عبد اللطيف أقامت قبل فترة معرضها السابع عشر في قاعة نسما آرت وحظيت بحضور متميز لم يكن مستغربا عوداً إلى تاريخها وإلى نوعية إبداعها التي يقف أمامها كل أصحاب الميول التشكيلي مهما تعددت أساليب اتجاهاتهم حتى من يمارس الفنون الحديثة التي توصف بالمفاهيمية غير المباشرة مع الواقع في سبل تنفيذها والمعتمدة على التفاعل السريع والوقتي.
ضم معرضها السابع عشر كما أشارت للصحافة الكثير من اللوحات المرتبطة بتسجيل الواقع التاريخي، فهناك لوحات تجسد الأماكن التاريخية التي زارتها مؤخرا في مدائن صالح وفي منطقة إرم ذات العماد، مشيرة إلى اللوحة التي تشترك بها في هذا المعرض والتي تحدث عنها الجميع في فترة إعداد المعرض بدهشة وهي لوحة «شموخ» وهي المواصلة لخطي المعهود في التعامل مع المرأة بورتوريه وتضيف الفنانة فوزية عبد اللطيف في تصريحاتها أنها تجسد في أعمالها الفنية منذ البدايات تراث الوطن والعادات والتقاليد الأصيلة..