يأمل الشارع الرياضي السعودي في استعادة هيبة الكرة السعودية عبر المشاركة التي تنتظر منتخب كرة القدم في منافسات دورة كأس الخليج الثانية والعشرين على ارضه بالرياض من 13 الى 26 نوفمبر الجاري. ويتطلع السعوديون الى احراز اللقب بعد غياب عن الالقاب دام قرابة 10 سنوات، اذ تعود المرة الـخيرة التي توجت فيها السعودية بطلة لدورة كأس الخليج الى نسخة 2003 التي أقيمت في الكويت.
وأحرز منتخب السعودية لقب بطل كأس الخليج ثلاث مرات اعوام 1994 في ابو ظبي و2002 في الرياض و2003 في الكويت. وتكمن أهمية هذه المشاركة كونها تأتي بعد سلسلة من النتائج المخيبة للأمال التي لا تتواكب مع الكرة السعودية التي تمثل عنصراً أساسياً في آسيا. ويحاول المنتخب السعودي وقف المسار الانحداري الذي بدأ عقب الخسارة امام العراق صفر-1 نهائي كأس اسيا 2007 في جاكرتا، وبانت علامات التراجع في تصفيات المونديال اذ ان «الاخضر» الذي تأهل اربع مرات متتالية الى نهائيات كأس العالم اعوام 1994 و1998 و2002 و2006، عجز بعد ذلك عن الانضمام الى الكبار في العالم. كما ان المنتخب السعودي الذي توج بطلا لاسيا ثلاث مرات اعوام 1984 و1988 و1996، وحل وصيفا ايضا ثلاث مرات اعوام 1992 و2000 و2007، خرج من النسختين الاخيرتين للبطولة من الدور الاول، وكانت مشاركته الـخيرة فيها في نسخة الدوحة 2011 كارثية بثلاث هزائم امام سوريا والاردن واليابان.
كما ان المشاركة السعودية في دورة كأس الخليج الحادية والعشرين في البحرين مطلع 2013 لم تكن مشجعة باشراف المدرب الهولندي فرانك رايكارد، الذي اقيل بعدها واسندت المهمة الى الاسباني خوان لوبيز كارو الذي لا يزال مستمرا في منصبه برغم الانتقادات التي يتعرض لها.
وقد يكون اللقب الخليجي في الرياض نقطة تحول في مسيرة المنتخب للبدء برحلة الصعود التدريجي الى مكانته الطبيعية في اسيا. المنتخب السعودي يسير بخطى ثابتة منذ تولي أحمد عيد رئاسة اتحاد الكرة في البلاد حيث تمكن في غضون موسمين من الوصول إلى نهائيات كأس آسيا 2015 التي ستقام في استراليا، ما جعل الترشيحات داخل الأوساط الخليجية تتجه نحو المنتخب السعودي لاحراز لقب كأس الخليج الثانية والعشرين.
لكن مدير المنتخب السعودي زكي الصالح أكد أن «المنتخب السعودي لن ينام على وسادة الترشيحات بل سيعمل وسيجتهد من أجل أن يكون في كامل جاهزيته لخوض منافسات كأس الخليج»، مضيفا «سنجعل من هذه المشاركة إعداداً لنا لكأس آسيا 2015». وتابع «الجميع هنا يعمل من أجل خدمة المنتخب ومن أجل أن نكون مستعدين للاستحقاقات القادمة ونتمنى ان يحالفنا التوفيق». بداية استعدادات المنتخب السعودي انطلقت في صيف 2014 حين أعلنت إدارة المنتخب عن برنامجها الإعدادي استعداداً لمشاركتيه في كأس الخليج وكأس آسيا عبر أربع مراحل، الأولى أقيمت في أسبانيا وخاض خلالها مواجهتين وديتين أمام منتخبي مولدافيا وجورجيا، فيما أقيمت المرحلة الثانية بلندن وخاض فيها الاخضر السعودي مواجهة ودية وحيدة أمام المنتخب الأسترالي وخسرها 1-3. أقيمت المرحلة الثالثة في جدة وخاض خلالها مواجهتين وديتين أمام منتخبي الأوروغواي ولبنان، وهو الان في المرحلة الرابعة التي انطلقت في 3 الجاري بمدينة الدمام شرق السعودية وسيخوض خلالها مواجهة ودية وحيدة أمام منتخب فلسطين. وتمكن الاسباني خوان لوبيز كارو من تخفيف حالة اللغط التي دائما ما تصاحب الإعلان عن تشكيلة الأخضر من خلال اختياراته الموفقة التي تلقى دائماً تأييداً من الشارع الرياضي، ورضا كبيرا باستثناء استبعاده السابق لحارس مرمى نادي النصر عبد الله العنزي قبل ان يقرر ضمه. واكد لوبيز أنه «يسعى دائماً في اختياراته لما يصب في مصلحة المنتخب ويساعد على تحقيق النتائج الإيجابية»، مضيفا «دائماً أبحث عن صاحب العطاء الذي يجيد تنفيذ التكتيك الذي نبحث عن تطبيقه في المستطيل الأخضر ولا شك انني أواجه اختلافات في وجهات النظر لكن الأهم أن تكون قناعتي كبيرة في اختياراتي».